تُستكمل اليوم بقية منافسات الدور ربع النهائي للكأس العالمية التي تحتضنها الدولة الروسية الحالمة بإستثمار هذه التظاهرة الكَونية لتأكيد قدراتها التنظيمية والأمنية علاوة على قوّتها الرياضية. ولاشك في أن تلك المواجهة الكروية الطّريفة بين الرئيس «بوتين» وقائد «الفيفا» «أنفانتينو» من أجل الوقوف على مهارتهما الفنية في تنفيذ الرّكلات الترجيحية تَحمل في طيّاتها عدة دلالات رمزية يمكن إختزالها في الطّموح الجامح ل «الدبّ» الروسي في تحقيق نجاحات تاريخية في النهائيات المونديالية. وهذا الحلم قائم بعد أن أصبحت معنويات صاحب الأرض والجمهور في السّماء بفضل الترشّح الباهر على حساب «الثور» الإسباني في الدّور ثمن النهائي. أحلام «الرّوس» وطموحات «الكروات» رغم حالة الشكّ التي رافقت إستعدادات «الرّوس» للمونديال فإنّ الفريق تمكّن من العبور إلى الدور الثاني وإستطاع قَهر الإسبان بواسطة ركلات الترجيح التي كان بطلها الحارس «إيغور أكينفيف». وجاء الإنتصار الرائع للمنتخب الرّوسي على حساب أحد الأبطال السابقين لأوروبا والعالم لتشهد البلاد أفراحا هستيرية إمتدّت من السّاحة الحمراء إلى الفضاء الذي إحتفل رُوّاده أيضا بهذا المكسب الكبير. والأكيد أن الإطاحة ب»النّجوم» الإسبانية سيمنح فريق المدرّب «ستانيسلاف» أجنحة إضافية لمواصلة التحليق في الكأس العالمية وإسعاد الجماهير الروسية التي وعد بعضها بإقامة نصب تذكاري لحامل آمالهم في صورة إستمرار المسيرة الوردية التي لم يتوقّعها أكبر المتفائلين بالنّظر إلى المردودية المتواضعة للمحليين أثناء اللّقاءات التحضيرية. وتبدو حظوظ «الرّوس» وافرة لتحقيق «المُعجزة» وبلوغ المربّع الذهبي على حساب كرواتيا بدعم من الجمهور الذي سيلهب حماس لاعبيه لإنتزاع تأشيرة العبور. وتصطدم «الثّورة» الروسية بالطّموحات الكرواتية بقيادة «المُلهم» «لوكا مودريتش» الحالم بإعادة منتخب بلاده إلى المربّع الذهبي إقتفاءً لأثر جيل «سوكر» و»بوبان» في مونديال فرنسا عام 1998. ويَعتبر «مودريتش» الفائز بأغلى الألقاب مع «الريال» أن إحراز الكأس العالمية حلم كبير يراود الجميع وقد يشكل الحدث «الأعظم» في مسيرته الكروية التي شارفت على النهايات دون أن يظهر على هذا اللاعب الثلاثيني الإعياء. وكانت كرواتيا قد أقصت في المرحلة السّابقة الدنمارك بفضل الركلات الترجيحية التي «لُدغت» منها أيضا إسبانيا وكُولمبيا التي لم تسلم «نُجومها» الحالية من رسائل التهديد بالقتل في سيناريو مُخيف يُذكّر الناس بمصير «أندريس إسكوبار» الذي تعرّض للتصفية الجسدية بطريقة وحشية على خلفية تسجيله هدفا بالخطأ في مرماه خلال مونديال 94 في الولاياتالمتحدةالأمريكية. قمّة ساخنة بين الأنقليز والسويد في الوقت الذي إكتوت فيه التشكيلة الكولومبية بنيران ضربات الجزاء نجحت أنقلترا أخيرا في فك «عُقدتها» التاريخية على مستوى الركلات الترجيحية وقد نجح رفاق الهداف «هاري كين» في حجز مقعدهم ضمن المتأهلين إلى الدّور ربع النهائي على حساب كُولومبيا «فالكاو». ويلاقي فريق «غاريث ساوثغيت» اليوم السويد في مواجهة أوروبية حَماسية إلى أبعد الحدود خاصّة في ظل الرغبة الكبيرة للمنتخبين في إستعادة أمجادهما العالمية الغَابرة بما أن الأنقليز يريدون إضافة نجمة مُونديالية ثانية على قمصانهم بعد أن كانوا قد أحرزوا اللّقب في 1966 بفضل جيل «بانكس» و»تشارلتون». أمّا الإنجاز الأكبر للكرة السويدية في النهائيات المونديالية فإنه يَرجع إلى سنة 58 عندما بلغ الفريق «الفينال» وتعرّض إلى هزيمة قاسية على يد «الصّامبا» البرازيلية التي كان معها «الجوهرة» الخالدة «بيليه». الجميل في الجيل الحالي للفريق السويدي أنه كسر «أسطورة» النّجم الواحد وتمكن من الوصول إلى الدور ربع النهائي دون مساعدة من لاعبه الكبير وهدّافه التاريخي «زلاتان إيبراهيموفيتش» الذي إدّعى في وقت سابق بأنه لا كلام عن المونديال والسويد طالما أنّه خارج تشكيلة منتخب بلاده.