يعاني الكثير من التونسيين من الإسهال في الصيف وعادة ما ترتبط هذه الأمراض الطارئة بنوعية الأغذية ولا سيما منها الغلال، حيث قد نسمع التونسي يقول «لدي إسهال بسبب الدلاع». فما صحة علاقة الإسهال بتناول الغلال؟ حول هذه النقطة يقول المختص في التغذية السيد الطاهر الغربي، إن الاسهال أو «جريان الجوف» كما يعبر عنه باللهجة الدارجة يرتبط بتناول هذه الغلال عندما تكون غير «ناضجة» أي تم قطفها قبل أن يكتمل نموها أو ملوثة سواء بالعوامل الخارجية أو لأنها لم تغسل جيدا. ولاحظ أن الأمر لا يتعلق فقط بالبطيخ الأحمر أي الدلاع أو الأصفر. بل إن المسألة تتعلق بأنواع أخرى من الغلال التي يكثر استعمالها في الصيف. ودعا إلى ضرورة غسل ما يتم استهلاكه بطريقة جيدة، خاصة وان المبيدات المستعملة في الفلاحة تؤثر في الصحة، واشتراء كميات قليلة تفي حاجة العائلة. ويتأثر الدلاع بصورة خاصة بالأتربة والأوساخ لذا لا بد من الحذر في عملية استهلاكه وعند اختياره وشرائه، حيث يجب ايضا اقتناء ما نضج ومحاولة استهلاك القطعة بعد فتحها في 24 ساعة. ومن المهم تذوق ما يتم شراؤه من الغلال للتأكد من النوعية والصلاحية. ومحاولة الابتعاد عن شراء الدلاع في قارعة الطريق والمعرض للشمس لفترة طويلة. ولاحظ السيد الطاهر الغربي أن الاسهال بسبب تردي نوعية الغلال يصيب بصفة خاصة الاطفال وهذا أمر مخطر حيث يضيع الماء من الجسم وتضيع الأملاح خاصة لدى الاطفال. كما ربط خبير التغذية بين الاسهال ونوعية اللحوم التي يتم تناولها صيفا حيث تكثر تعفنات اللحوم والأسماك. كما يجب التثبت من تاريخ صلاحية المنتجات التي يتم اقتناؤها من ياغورت ومثلجات، و»لكن هذا لا يكفي فيجب التثبت من ظروف الحفظ والبيع»، حسب محدثنا، فتاريخ الصلاحية ليس مؤشرا كافيا لضمان صلاحية المادة الغذائية، فهناك أيضا ظروف النقل وظروف الحفظ في الفضاءات الغذائية. كما حذر من عملية إغلاق الثلاجة في الليل وهو ما يقوم به البعض ظنا أنهم يقتصدون في الطاقة لكن العملية تؤثر في المواد الغذائية المستهلكة وسلامتها وهو ما ينعكس على الصحة. ومن المهم أيضا عدم اقتناء مياه معدنية تركت في الشمس. وعموما دعا محدثنا إلى تحسين السلوكيات الغذائية لتجنب أمراض البطن. فعادة ما تكون أمراض الصيف مرتبطة بالتسممات الغذائية وتلوث الأغذية من اصل حيواني والاسماك واللحوم والاكلات السريعة ومشاكل المايونيز، والمثلجات، وكذلك عدم معرفة أصول تناول الغذاء من الاختيار للقطعة الناضجة إلى الحفظ والغسيل.