تبقى علية صوت الحرية والاستقلال وانتصار إرادة الانسان الحر وهي تشدو لأول مرة ب «بني وطني» معلنة من خلال هذا القصيد الذي كتبه الراحل عبد المجيد بن جدو وتولى تلحينه الشاذلي أنو رحيل آخر جندي استعماري فرنسي عن الارض التونسية من خلال مدينة بنزرت القلعة الشامخة على مدى التاريخ. لقد كان لهذا القصيد الدور الفاعل في أن يرتقي صوت علية الى مرتبة التألق والامتياز على المستويين الوطني والعربي بصفاء وقوة وشموخ.. الاستقرار في القاهرة عندما زارت كوكب الشرق أم كلثوم تونس سنة 1968 جمعها لقاء بالفنانة علية التي استمعت بانتباه الى صوتها الذي أعجبت به الامر الذي شجعها على خوض تجربة الانتقال بصوتها وكيانها الى القاهرة وكان ذلك سنة 1971. عاشت علية في مصر منها تنتقل وراء فنها وعبر نشاطات غنائية متنوعة في أقطار المشرق العربي وتمثل هذه الفرة ما لا يقل عن 15 سنة من عمر التجربة الغنائية للمطربة علية. قدمت علية خلال تلك المرحلة عديد الانتاجات الغنائية وعبّرت علية في واحدة من هذه الاعمال عن عظيم امتنانها لزعيمة الغناء العربي أم كلثوم في عيد الفن وبعد رحيلها عن الحياة في 1975 أغنية «قيثار النغم» التي وضع لحنها محمد الموجي في كلمات للشاعر أحمد رامي ومن ألحان حلمي بكر الذي تزوّجها. قضت الفنانة الكبيرة علية 12 سنة في مصر قابلت خلالها أكبر المطربين والملحنين بليغ حمدي ومحمد الموجي وغيرهما كثير وقدمت أحلى الأغاني التي خلدت اسمها وقد قلدها الزعيم الراحل أنور السادات بقلادة النيل تقديرا لمساهمتها الابداعية. عادت علية الى تونس لتواصل نشاطها الغنائي بكل جدية ومثابرة حتى آخر رمق في حياتها حيث التحقت بالرفيق الأعلى يوم 19 مارس 1990. علية القيثارة الخالدة مارست أيضا المسرح في تونس كما مثلت في الشريط السينمائي «حب وغيرة» للمخرج عمار الخليفي وغنت فيه أغنية «خلّي يقولو آش يهم» كما كانت لها تجربة في الفن الرابع من خلال انتاجات متميزة.. انتهى