ليس بوسع الضمائر الصادقة سوى النداء بأعلى صوت: «انتبهوا لتونس! انتهبوا لهذا الوطن! وطن يضمّكم تحت جناحيه ويقيكم شر التشرد والتسول على حدود الغير وأنتم نازحين أذلة بعد عزّ...! أو مهجرين قسرا كما هو حال بعض الشعوب... أودت بهم خلافاتهم وتطاحناتهم الداخلية وجرت عليه الوبال خراب الأوطان! فالسفينة التي تقلّنا واحدة وما أكثر الربان!؟! لننتبه جيدا اذن فالمصير واحد، وليس لنا من خيار سوى أن نعدّل البوصلة في اتجاه يجمع ولا يفرّق لكي نضمن الوصول لبرّ الأمان. فما أيسر أن تتوحد صفوفنا ومواقفنا لو أننا غلّبنا مصلحة البلاد العليا فوق كل المصالح الفئوية والحزبية والشخصية الضيقة، حين يصبح الاخلاص اللامشروط للوطن هو الفيصل والحكم. يكفي ان ننظر مليا حولنا ونتفحص الاوضاع خارج حدودنا حتى نعتبر من انشقاقات الغير وما أحدثته تلك الصراعات الداخلية من كوارث وتبعات وخيمة دفعت ثمنها باهظا دول بأسرها فانهارت وتقهقرت ودمّرت.. ولا تزال ترزح تحت وطأة الخلافات والتجاذبات التي ما انفكت تحتد وكان الاولى بها والاحرى ان تتحد مختلف تلك القوى لمواجهة عدوا خارجيا غاشما يقتات يوميا على بقايا وأشلاء أبناء الوطن الواحد المتناحرين فيما بينهم..! لو التزمت جميع الأطراف السياسية بولائها «لتونس وشعبها أولا» لنالت المشاغل الحياتية للمواطنين أحقيتها بالتمركز أعلى قائمة اهتمامات السياسيين... ولانكبت جل الاهتمامات على توفير مقومات العيش الكريم وتحقيق الامن وقطع الطريق على أعداء هذا الوطن من محتكرين ومهربين ومختلسين للمال العام وارهابيين. ولأخذنا مأخذ الجد، كل الجد نداءات المؤسسات الامنية الساهرة على سلامتنا جميعا وسلامة حدودنا والتي لطالما طالبت بتوفير ما يلزم من العدة والعتاد لمجابهة آفة الارهاب، ارهاب يتمترس بجبالنا يمتلك أحدث الاسلحة ومخاطر محدقة بنا تترصد عثراتنا لتنفضّ علينا كلما سنحت الفرصة... مما يستلزم وجوبا توفير الدعم المادي واللوجستي اللازمين في أسرع وقت ودون مماطلات! ليس بوسع الضمائر الصادقة سوى أن تنبّهكم بإلحاح شديد: هذا الشعب وهذه الارض الطيبة أمانة استُؤمنتم عليها أيها الساسة حين ولاّكم الله أمورها وما أجسمها لو أدركتم من مسؤولية!!! مسؤولية الراعي على رعيته، والله انها لتُقضّ مضجع اي مسؤول يخشى مثوله بين يدي خالقه ليسأل ويحاسب... افتقوا الله في هذا الوطن وهذا الشعب المنهك من جراء كل تلك التجاذبات التي أودت بأحلامه وطموحاته يوم انتفض آملا في غد أفضل! هذا الشعب الذي تردت أحوالي فما عاد يُعير سمعا للشعارات الفضفاضة والعبارات الرنانة والتشدّق بالديمقراطية على حساب همومه اليومية...! شعبنا اليوم يصرخ بأعلى صوته: «نحتاج الماء والغذاء والدواء!!! فقد فتك بنا الغلاء!!! وتربص بنا الأعداء!!!»