«الشروق» قبلي تتبع منطقة غيدمة معتمدية الفوّار وتقع غرب مدينة دوز بحوالي 20 كيلومتر. وتبلغ مساحة الواحات القديمة بالمنطقة 82 هكتارا موزّعة على 386 فلّاحا . و مالكو واحات غيدمة من اولاد غريب وهم من افضل صائدي الظّبى ومن احسن العارفين بالصّحراء ومسالكها واسرارها. وتضمّ هذه الواحات «غيدمة الشماليّة» و»غيدمة الجنوبية» إنتاج ضخم رغم صغر المساحة تتميّز غيدمة بمناخها الصحراوي الحار وقلّة كمّيات الامطار تبلغ مساحة واحاتها 81 هكتارا من اشجار النخيل و8 هكتارات من الاشجار المثمرة و22 هكتار امن الاعلاف جميعها اقيمت باستثمارات خاصّة وتنتج 465 طنا من التمور و70 طنا من الغلال و880 طنا من الاعلاف كما تتميّز غيدمة ايضا بتربية الاغنام والماعز خارج الواحات بمعدّل 10 رؤوس للفلاح الواحد. وهي مورد رزق للمواطنين في المنطقة عند الحاجة حيث يستفيدون من لحمها وحليبها وصوفها في الاعياد والمناسبات باعتبار انّ قطاع التمور نشاط سنوي موسمي. ويدفع الفلّاح في المنطقة 900 دينار سنويّا من أجل ري الهكتار الواحد علما وأنّ الهكتار يحتاج ل15 ساعة من الرّي وتكون دورة المياه في حدود 30 يوما في فصل الصيف و18 يوم في فصل الشتاء.ويعمل الفلاحون على تثمين الموارد المائيّة وتحسين مردوديّتها واعادة تهيئتها .ويستعمل الفلاحون الرّماد أو الماء المختلط بالملح لطرد النّمل من جدوع الاشجار.ويستفيد المواطنون من المياه الصالحة للشرب بنسبة 74.46 بالمائة من الموارد المائيّة بالولاية. وتشارك المرأة في الفوار في الاعمال الفلاحية بالواحات كما أنّ الشباب يقبل على المشاركة في جني المحصول من اجل جمع المال نظرا لارتفاع نسبة البطالة بالمنطقة والتي بلغت 28.41 بالمائة. ورغم التطوّر وسعي الدّولة للحدّ من الاميّة فانّ غيدمة مازالت تعاني من ارتفاع نسبة الامّية بنسبة 26.52 بالمائة. تحّديات بالجملة ينتظر ابناء غيدمة عدّة تحدّيات لتحسين جودة منظر واحاتهم وجودة تمورهم وعمر اشجارهم وقد اثّرت قلّة مياه الرّي على نوعيّة وطول فترة الرّي على جودة التّمور بالمنطقة نظرالانّ القرية لا تحتوي الا على بئر واحدة لذلك أصبح من اولويّات سكّان المنطقة اضافة بئر اضافية وتهيئة المسالك الفلاحية وتعديل في التربة وانشاء نظام الاعانة المالية للفلاحين كما يعمل المسؤولين في المنطقة على تنقيح أسعار البلاستيك نظرا لارتفاع اسعاره واقامة نظام لمراقبة وحماية الاشجار من الامراض وخاصّة أشجار الرّمان ونظرا لارتفاع تكلفة اليد العاملة خاصّة في فترات الذّروة يعمل الفلاحين على التشجيع لبعث مؤسسة خدمات في المنطقة لتحقيق التوازن وايجاد العدد الكافي من اليد العاملة وتاهيلها لتتلاءم مع سوق الشغل وباسعار معقولة. وتعرف الواحات القديمة بقرية غيدمة بثقافة الطبقات أي أنّ كل واحة بها 3 طبقات من الغراسات من غراسة النخيل والاشجار المثمرة والنباتات والفلاح في غيدمة يبيع منتوجاته من التمور او الفصّة او الشعير مباشرة من الغابة مباشرة او في الاسواق. وما تعدد انواع المنتوجات في القرية انما دليل قاطع على الاهتمام الكبير من الفلاح بارضه وسعيه للحفاظ على ارض اجداده وترك ارث اقتصادي للأجيال القادمة في ظل ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب. وكغيرها من الواحات في كافة ربوع الولاية فالجمال سمتها الاساسية والنظام فيها انّما هوّ دليل واضح على الجهد الجهيد للفلاحين الذين جعلوا من الواحات لوحات مزركشة فوق الرمال البيضاء والصفراء ورغم قسوة الطبيعة وحرارة الطقس فانّ هذه الواحات بخرير مياهها وبظلالها الوارفة الواقفة وسط الصحراء تدافع على حقّها في البقاء وبشدة كما أنّها تمثّل متنفس بيئيا وترفيهيا لأبناء المنطقة فمن يدخلها وخاصة في فصل الصيف فكأنما دخل ثلاجة متنقلة من النسيم العليل تنزل على الابدان وكأنّها قطرات من النّدى.