تعتبر المطربة محرزية الطويل واحدة من الفنانين «المظلومين» في تونس اذ لا تتوافق مكانتها الحقيقية كمبدعة مع ماهي عليه الان و ذلك لما تتميز به من مستوى فنّي راق تحاول من خلاله ترسيخ نوعية موسيقية طربية أكّدتها في مشاركتها المتميزة في برنامج "ذي فويس" حقنوني بأدوية كادت تودي بحياتي في «ذي فويس» (الشروق) – مكتب الساحل في حوار خاص ب"الشروق" كشفت محرزية الطويل بعض كواليس مشاركتها في هذا البرنامج مؤكّدة أنها كانت مضطرة لخوض هذه التجربة ، ولم تخف عدم رضاها بالواقع الموسيقي التونسي الذي دفعها عدة مرات إلى الاعتزال واليوم اتخذت قرار الهجرة إضافة إلى أشياء أخرى عبرت عنها كما لم تعبر من قبل كاشفة عن تداعيات هذه التجربة العربية وبعض مواقفها الفنية في التفاصيل التالية: خضت تجربة "ذي فويس" ماذا أضافت لك ؟ هي تجربة مهمة ولا شك مكنتني من الإنتشار العربي وحتى في تونس لأن هناك العديد في بلدي لا يعرفونني وأيضا حمّلتني مسؤولية أكبر في إطار حرفي أكثر رغم أن هناك أشياء تتعدّى أحيانا قدرة الفنان منها الإنتاج والترويج والحفلات وتلبية مختلف الأذواق وأنا بصدد دراسة مختلف هذه الأشياء والتي لا أعتبرها مستحيلة ،وأحاول في كل مرة توسيع الدائرة الموسيقية ومشاركاتي تتعدد في العديد من التظاهرات التونسية والعربية إضافة إلى التركيز على إنتاجات خاصة . هل أفضت هذه التجربة إلى مشاريع تعامل مع ملحنين وشعراء من خارج تونس؟ نعم أنا بصدد دراسة بعض التجارب منها التي رفضتها ومنها التي سأعلن عنها في الإبان . هناك من اعتبرك أكبر من تجربة "ذي فويس" هل ترين أن اختيارك كان صائبا؟ في الحقيقة أنا لم أسع إلى المشاركة هم اتصلوا بي منذ سنة 2013 وافقت واجتزت الكاستينغ ولكن قبل المسابقة بيومين تراجعت ورفضت المشاركة لأنها لا تتماشى وقناعاتي ،وفي جانفي 2015 أعادوا الإتصال بي وامام وضعية الركود الفني التي كانت سائدة والتي جعلتني أفكر في الاعتزال قررت الموافقة وسافرت ووجدت نفسي مضطرة لخوض هذه التجربة وحتى أكون صريحة جدا لو لم أذهب لما شاهدني الجمهور العربي فهذا البرنامج يمنح الفنان الانتشار العربي وهو أمر مهم لأن الفنان لا يكتفي بجمهور بلده فقط وهوفي حاجة إلى جمهور من مختلف أنحاء الوطن مما رسخ لدي الأمل في الاستمرار في مشواري الفني لأني انقطعت عدة مرات وفكرت في الاعتزال أكثر من مرة فهذه التجربة أرجعت لي الأمل. هل جعلتك هذه التجربة تفكرين في الهجرة ؟ منذ سنوات خامرتني هذه الفكرة وحان وقت تنفيذها وقرار الهجرة جاهز ،فطموحاتي كبيرة لا يمكن تنفيذها في تونس فأنا فنانة حد النخاع لا أكتفي بمثل هذه الظروف في مشهدنا الموسيقي في ظل غياب الإنتاج ولا أجد من يسمع ما أريد قوله فليس لي استعداد للانخراط في مستوى فني متدن فالهجرة لا تعني موقفا سلبيا فأنا متعلقة بوطني وبشعبي وبعائلتي ولكن للضرورة الفنية لابد من الخروج لتحقيق ولو جزء من طموحاتي الفنية . كيف تقيّم تجربة المطربة هالة المالكي في برنامج "ذي فويس" ؟ صراحة أنا لا أشاهد هذا البرنامج من منطلق مبدئي فلست مستعدة أن اقف أمام لجنة تنحرف بموقفي الفني ولا أرى فيه نفسي باعتماد مقاييس أخرى في اختيار الفائزين والجميع يعلم أن هناك "فبركة" في هذا البرنامج . لكنك شاركت وتعلمين مسبقا بقانون اللعبة؟ الواقع كان عكس ما انتظرته لم أكن فاهمة للعبة كما ينبغي وعندما دخلت التجربة اكتشفت الحقيقة وتحمّلت تبعاتها استفدت من المتاعب التي تكبدتها ولكن واجهت سلبيات من قبيل أن معيار الكفاءة الفنية غير مهم مثلما اكتشفت أن هناك دسائس وغدرا وخفايا أخرى سأعلن عنها لاحقا ، ومن الغرائب أني تلقيت حقنا دون علمي بغاية تطبيق نظام غذائي وناولوني دواء دون إعلامي بعدم تناول الملح مما سبب لي مضاعفات سلبية ومرضت عدة مرات هناك بسببهم وتحملت المرض وغنيت ولا أحد كان يعلم بما حصل لي في الكواليس وحمدت ربي أني لم أتوف هناك لأني وصلت إلى الموت ولم يعلم أحد بتلك الظروف التي عشتها وتعلمت درسا بأن لا أثق في أحد ، ورغم ذلك بلغت النهائي بتحدّ كبير مني وعزيمة وكنت أرغب في الفوز بالمرتبة الأولى ولكن ليس باختياري حتى الأغاني هم الذين يحددونها وتنازلت عن ذلك فهناك العديد من المتبارين كنت أعلمهم كيف يغنّون وكنت أصلح لهم اخطاءهم ولكنهم عندما صعدوا على الركح نكروا الجميل ،فهناك عدة اشياء سيئة وغير نزيهة منها مكالمات هاتفية في الخفاء وعدة أشياء أخرى ،ومن كل هذه الصعوبات تعلمت اشياء إيجابية أهمها الصبر والعزيمة من خلال تجربة الغناء لمدة ساعتين واكثر وأنا مرهقة وجربت الغناء ست ساعات مسترسلة "في تسلطن "وهذا مدني بقوة كبيرة كما كسبت جماهير من مختلف البلدان العربية . كيف تقرأ المشهد الموسيقي التونسي ؟ جقيقة إلى حد الآن لم أتوصل إلى فهمه فرغم انه من الصعب ترضية كل الأذواق فقد توصلت إلى ذلك غنيت كل النوعيات تقريبا وليس لي احتراز على ذلك منها الأغنية الخفيفة ،أكتب وألحن واللون الشعبي أيضا وغيره فأنا أريد ان اقترب من الناس وفي المقابل أحبّذ أن يقتربوا مني ايضا في اللون الطربي الذي أحرص على تفعيله وهو في روحي . كيف تفسرين احتلال ما يوصفون باشباه الفنانين الصفوف الأمامية ؟ هناك اصحاب مكاتب لا يفكرون إلا في الربح المالي لا غير يروجون لهؤلاء وفي نفس الوقت ليست لي الجرأة لفضح هؤلاء ولكن لا ألومهم بقدر ما ألوم من يدعوهم ويروّج لهم وهو يعرف أنهم لا يصلحون للغناء ولا يملكون اي مستوى فني فلا أحد يرفض دعوة من إذاعة أو قناة تلفزية رغم علمه بأنه لا يجيد الغناء إلى جانب وجود معاملات أخرى من قبيل ضرب أشخاص بآخرين وهذا لا يخدم الموسيقى في تونس .