من امتحان صَعب إلى آخر أصعب. هذا هو حال النّجم والترجي بعد أن اختارا من زمان الرّهان على كلّ الألقاب المُمكنة من أجل عيون المحبين وإثراء الخزائن التونسية بإنجازات كروية نُفاخر بها بين البلدان كما حصل في 2007 و2011 عندما تربّع الفريقان الكبيران على عرش القارة السمراء وشاركا في المُونديال في أرض اليابان التي قهرت الدّمار الشامل والبراكين لتصنع أعظم المُعجزات في جميع الميادين. "مُعجزة" اليابان ما كان لها أن تَتحقّق لولا العمل الدائم والتَخطيط السليم وهما من الشروط الضرورية في "مشروع" شرف الدين والمدب إن أرادا فعلا اصطياد "الأميرة" الافريقية التي تأمل الجماهير الرياضية أن تكون تونسية خاصّة بعد أن بلغ الناديان الدّور ربع النهائي وأصبحا بذلك على بعد خطوات معدودة من التّاج الذي يحتاج إلى وقفة حازمة من المسؤولين والمحبين مع "تَكتيك" عال للمدربين وأداء بطولي ل "الكَوارجية". ويخوض سفيرا الكرة التونسية اليوم آخر الجولات في دور المجموعات وفي البال تَحقيق الانتصار في زمبيا وبوتسوانا ليؤكد أبناء الليلي وبن يحيى أن فريقيهما "سَيُحاربان" للظفر باللّقب رغم الصعوبات و"نقص الأوكسيجين" النّاجم عن مشاق التنقلات الخارجية و"مَاراطون" المقابلات المحلية والعربية والقارية. النّجم في رحلة التأكيد في زمبيا التي تَروي أرضها قصص الكِفاحات والابداعات لمنتخب "بواليا" و"ماليتولي" و"كاتونغو" يبحث النجم عن ثلاث نقاط تُرجعه إلى سكة الانتصارات الافريقية وتُعزّز ثقة جماهيره العريضة في خيارات شهاب اللّيلي الذي واجه الانتقادات بعد التعادل أمام الأنغوليين قبل أن تفوز الجمعية بالثلاثة على شبيبة القيروان مع تقديم أداء مُقنع الشيء الذي أعاد الهدوء والفرحة إلى مدارج "الشنوة". وكان فريق جوهرة السّاحل قد اقتلع بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال بصفة مبكّرة كما أنه ضَمن الحصول على صدارة مجموعته وبناء عليه فإن الجمعية ستلعب لقاء اليوم ضدّ "زيسكو يُونايتد" دون ضغوطات وهو عامل قد يجعل "ليتوال" تُتحف أنصارها بأجمل اللّوحات الفنية دون أن تَغفل عن النتيجة التي تَبقى مُهمّة للمحافظة على ارتفاع المَعنويات مع الابقاء على سجلات النادي خالية من الهزائم على مستوى دور المجموعات. وفي المُقابل ستكون الضّغوطات رهيبة وكبيرة على الفريق الزمبي الذي لا خَيار أمامه سوى الانتصار وانتظار تعثّر "غرّة أوت" الأنغولي ضدّ "مبابان السوازيلندي" من أجل الظّفر بالوصافة التي تضعه في ركب المتأهلين إلى الدّور ربع النهائي. وسيكون بذلك "مَصير" الزَمبيين بين أيدي النّجم البعيد عن الحسابات المُعقّدة التي ستحسم "المَعركة الثلاثية" بين الأندية المذكورة. الترجي لمداواة جرح الأهلي المُمثّل الثاني لتونس في المنافسات القارية وهو الترجي قطع آلاف الكيلومترات وبَقي مُعلّقا في الجو لعدة ساعات قبل أن يصل إلى بوتسوانا وكلّه عزم على ترميم المعنويات والتَخفيف من حدّة التوتّرات التي سيطرت على الأجواء الترجية منذ الخسارة القاسية أمام "الأهلاوية". وكان شيخ الأندية التونسية قد أنجز المطلوب بترشّحه إلى الدّور ربع النهائي لكن هذا المكسب على أهميته لم يُرض غرور الجماهير الترجية خاصّة بعد التفويت في الصدارة لفائدة الأهلي علاوة على تواضع الأداء وغياب الإقناع الذي عصف من قبل بمستقبل السويح والبنزرتي في الحديقة "ب". وقد سيطر شبح الابعاد أيضا على بن يحيى الذي يُصارع الظروف لقلب الأوضاع وإخماد "ثورات" الغضب التي اجتاحت مركب المرحوم حسّان بلخوجة على امتداد الفترة الصّيفية. ويحلم نادي "باب سويقة" في رحلته هذه بالفوز على "تَاونشيب" لنسيان هزيمة الأهلي والدفاع عن بصيص الأمل المُتبقي لاسترجاع الريادة وهي رهن الانتصار في بوتسوانا وخسارة الأشقاء أوتعادلهم في لقاء "كَامبالا سيتي" الأوغندي. وفي كلّ الحالات "سيقاتل" الترجي ليكمل دور المجموعات على ايقاع الانتصارات في انتظار الإصلاحات الموعودة والتي لا يجب أن تتأخّر كثيرا ,لذلك فهي مواجهة حاسمة . حتّى لا نَنسى خلال النسختين المَاضيتين من كأسي افريقيا أغرقت الجامعة فرسان تونس بالإشادات والتهاني بعد أن نجح أربعتهم: أي النجم والترجي والإفريقي و"السي .آس .آس" في بلوغ الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال وكأس "الكاف". وقد كانت الخاتمة "كارثية" ولم يجن أربعتهم غير الأحزان بفعل القصائد المدحية للجامعة والخطابات التّضخيمية لبعض وسائل الإعلام الموالية ل"النظام" والتي تبنّت النظرية القائلة بأن بطولتنا لا نظير لها في المنطقتين الافريقية والعربية.هذه المرّة لا مجال لتهنئة الترجي والنجم على ظفرهما بتأشيرة العبور ومن الأفضل اشعارهما بحجم الثغرات والهنّات لمعالجتها قبل دخول المحطّات الحاسمة التي تلقت فيها أنديتنا خلال الموسم الفارط صَفعات قوية و تاريخية لأنها لم تكن جاهزة لطلب المجد الافريقي. وكلمة الحق تُوجع لكنّها تَنفع. البرنامج: رابطة أبطال افريقيا (الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات) في زمبيا (س14): زيسكو يونايتد - النّجم الساحلي (الحكم المغربي نورالدين الجعفري) في بوتسوانا (س20): تاونشيب رولرز – الترجي الرياضي (الحكم الجنوب - افريقي فيكتور غوماز) ترتيب المجموعة (1) 1) الأهلي المصري 10 (فارق المواجهات المباشرة) 2) الترجي الرياضي 10 3) كَامبالا سيتي الأوغندي 6 4) تاونشيب البوتسواني 3 ترتيب المجموعة (4) 1) النّجم الساحلي 11 2) غرة أوت الأنغولي 6 3) زيسكو يونايتد 5 4) مبابان السوازيلندي 4