رغم نجاح الهياكل الصحية بالجزائر في منع انتشار الكوليرا ورغم اننا لم نسجل أية إصابة في تونس ورغم جميع التطمينات بأننا بعيدون كل البعد عن ظهور اصابات الا ان جميع عوامل ظهورها موجودة والادوية مفقودة مما يستوجب اخذ جميع الاجراءات الوقائية اللازمة والاحتياطات من العدوى. تونس الشروق: أعلنت السلطات الجزائرية سيطرتها على الوضع الوبائي لداء الكوليرا الذي ظهر بها يوم الخميس الماضي وعزل المنطقة التي ظهرت بها بعد بلوغ 56 إصابة وتسجيل حالتي وفاة وتواصل الهياكل الصحية في تونس متابعة الوضع والتنسيق بين البلدين في مجال الاعلام والتبليغ عن اي تطورات فيما اتخذت تونس اجراءات استباقية. وفي هذا الخصوص قال مدير عام حفظ الصحة وحماية المحيط محمد الرابحي ل:«الشروق» ان خليّة اليقظة والتّرصّد الوبائي بوزارة الصحة العمومية اجتمعت أمس حيث تم التطرق الى الاجراءات العملية التي من أهمها تبسيط الاجراءات على مستوى اخصائي الصحة في كل ما يتعلق بما هو تقني والمتابعة اللصيقة للحالة الوبائية وتكثيف الرقابة على مستوى العناصر البيئية (مياه، مواد غذائية وعناصر التلوث) هذا فضلا عن التحسيس والتوعية الذي يستهدف المواطن العادي والتنسيق مع الاطراف الاخرى المعنية بالمياه والصرف الصحي». وأفاد بانه في اطار تجميع الجهود وحسن التنسيق سوف يلتئم اليوم اجتماع صلب وزارة الفلاحة مع كاتب الدولة للمياه للمتابعة والرصد. المياه المستعملة السيطرة على الكوليرا ليست بالعملية السهلة في حال ظهورها خاصة بالمناطق النائية بالجهات الداخلية حيث تكثر نسبة الفقر والمياه الملوثة غير الصالحة للشرب وامكانية وجود الفضلات البشرية بجانب المياه في ظل عدم وفرة بيوت الراحة هذا فضلا عن غياب الوعي بكيفية تجنب الاوبئة والوقاية منها كما ان حالة الانفلات والفوضى التي نعيشها في المناطق الحدودية والمطارات تجعلنا نخشى تسرب هذا الداء الى بلادنا. وفي هذا الاطار أكّد مدير عام حفظ الصحة ان كامل تراب الجمهورية في حالة استنفار والوزارة ضبطت برنامجا خصوصيا تم تفعيله على مستوى المناطق الحدودية يعنى بمراقبة مجاري الاودية والمياه والمواد الغذائية. وذكر انه لا يمكن رصد الكوليرا في الحدود او المطارات لان الحالات المصابة تكون حاملة فقط للبكتيريا دون علامات ولكن يمكن التعرف عليها ورصدها في تحليلنا للمياه المستعملة وهو ما نعتبره عنصرا اساسيا في المراقبة اذ اننا ضبطنا الكوليرا في المياه المستعملة برادس سنة 2014 وتم اتخاذ جميع الاحتياطات والسيطرة على الوضع ولم نسجل أية حالة حينها وهو دليل على نجاعة البرنامج. ولكن في حال إصابة أي شخص بالكوليرا يمكن متابعة حالته بأية مؤسسة صحية كما تم التأكيد على اجبارية التبليغ حتى تتولى خلية المتابعة صلب الوزارة الاعلام عنها واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة بالتنسيق مع جميع الاطراف المتدخلة. السيطرة ممكنة رأى محدثنا ان السيطرة على الكوليرا ممكنة جدا ولاداعي للهلع والخوف والمواطن له دور كبير في ذلك باتباع طرق حفظ الصحة السليمة والابتعاد خاصة عن شرب الماء الملوث واستعمال ماء الجفال لتطهيره كليا من الجراثيم والبكتيريا الموجودة أو غليه والابتعاد عن مياه الباعة المتجولين وتطهير الخضر. وعموما توفير الماء الصالح ل«الشراب» للمواطنين هو حق والدولة مسؤولة عن توفيره ولكن للأسف بلادنا مصنفة ضمن البلدان المهددة بالعطش كما ان نظافة المياه من التلوث ونظافة المحيط هي ايضا مسؤولية الدولة التي لم تنجح الى حد الآن في الحد منها رغم كل التمويلات والهبات التي حصلت عليها وزارة البيئة من جهات مختلفة في اطار مشاريع عالمية للمحافظة على البيئة والمحيط كما ان التخفيض من نسبة الفقر هي مسؤولية الدولة وجهر الاودية والسدود هي ايضا مسؤولية الدولة والدولة التي تحترم نفسها بالضرورة تحترم مواطنيها وكل هذه العوامل المذكورة ليست فقط كفيلة بظهور الكوليرا بل بظهور جميع الاوبئة التي لم نعرفها خلال السنوات الاولى من الاستقلال. أرقام ودلالات الكوليرا تفشت في تونس سنة 1971 وتحوّلت الى حالة وبائية سنة 2014 كشفت تحاليل وزارة الصحة عن وجودها في المياه المستعملة برادس وزير الصحة الجزائري تعهد بالقضاء على الكوليرا في غضون 3 أيام