«لو كان نحكي للصغار يشيبو» ماذا أقول لأبنائنا التلاميذ وقد قيل كل الكلام واذان أهل الأمر قد أصابها الصمم. ماذا أقول لهم ونحن على أبواب سنة تبدو لا دراسية هل أحدثهم عن صورة هذه السنة التي اختار لها اليعقوبي مسبقا أن تكون صورة بالأبيض والأسود أي أن تكون بين سنة بيضاء وسوداء ولا مكان فيها لأي لون وردي ومن أين للورود أن تتفتح في سنوات القحط العجاف حيث لا عيش فيها الا لمن تجنّح وأصبح جرادة «مرّادي» زاحفة على كل اخضرار أم أخبرهم بتوقعات الطبوبي لمناخها بأن تكون سنة ساخنة ماذا أقول لهم أأتمنى لهم النجاح وقد استحالت واستعصت دوافعه ومتطلباته عما أحدثهم عن مدارس ومعاهد مهشمة نوافذها وأبوابها مشققة حيوطها من القاع الى السقف وساحاتها مراع دائمة ل «الهوش» عن سياجات لا وجود لها عن دورات مياه بلا مياه عن الفرطس والقمل والبرغوث والجرب وفيروس التهاب الكبد أم عن الكوليرا. عن القنب الهندي وحبوب الهلوسة وإبر الأفيون القاتل عن اصلاح تعليم بلا إصلاح ولا صلاح ولا صلوحية عن مربّ مضرب عن التربية أم عن ولي لم يبق له سوى جلده ورقات للكتب والكراسات بعدما سلخه العيد و«والعوايد» وعظام لبقية المواد المدرسية الأخرى. ليس عندي من القول لهم سوى أن كل تلميذ مدين بعشرة آلاف للبنوك الخارجية فمما العجب اذا رأينا تلميذا يجري وراء مربيه وهو ينادي «سيدي سيدي سامحني نشعّل» مهموم.