شَهدت تحضيرات الفريق لمباراة «الكلاسيكو» هَبّة جماعية من المسؤولين وبعض اللاعبين السَابقين وهو ما أنعش الأجواء الترجية قبل ساعات معدودة من القمّة الكروية السّاخنة أمام النجم الساحلي في نطاق ذهاب الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال الافريقية. ومن المُلاحظ أن المُساندة الكبيرة التي وجدها أبناء بن يحيى أثناء التمارين ساهمت في تَخفيف الضّغط المُسلّط على «الكَوارجية» على خَلفية الانسحاب القَاسي من البطولة العربية على يد الاتّحاد الاسكندري. المساكني الى جانب زملائه لم يَعد حضور يوسف المساكني في تحضيرات ولقاءات الترجي بالأمر الغريب عن «جَوهرتنا» الكروية المُحترفة في الإمارة القطرية. فقد تعوّد «النّمس» على زيارة شيخ الأندية وإلقاء التحية على جماهيره ولاعبيه كلّما أتيحت له فرصة التواجد في تونس وذلك من باب الوفاء للأزياء الذهبية التي صَنعت شهرته وفتحت له أبواب الاحتراف الخارجي في صَفقة فاقت جميع التوقّعات. وقد كان يوسف وفيا لعاداته وظهر ليلة أمس الأوّل في تمارين الترجي استعدادا للمُواجهة الثقيلة أمام النّجم الساحلي وخطف نجم «الدحيل» الأضواء خاصّة في ظلّ بصمته الكبيرة في ساحة «باب سويقة» وذِكرياته الجميلة مع الجماهير الصفراء والحمراء. المساكني وجد ترحيبا كبيرا من المُسيّرين والفنيين واللاعبين السّعداء بهذه الحركة التشجيعية للجمعية قبل لقاء رابطة الأبطال الافريقية. حملة واسعة النطاق إيمانا بالأهمية البالغة للجماهير الترجية في المُقابلات الرسمية تحرّكت الهيئة المديرة في كلّ الاتجاهات لتأمين حضور الأحبّاء في ظروف جيّدة وبمنأى عن كلّ أنواع الاستفزازات و»التَضييقات». وبالتوازي مع المراسلة التي بعثتها إدارة النادي إلى الداخلية لتسهيل دخول الأنصار وتمكينهم من حقوقهم المشروعة في استخدام جميع الأدوات التنشيطية، فتحت لجنة التنظيم برئاسة محمّد الشيخ قنوات الاتّصال مع الجهات المَعنية لإعادة الروح إلى «الفيراج» «المَهجور» منذ فترة نتيجة «المَخاوف» الأمنية والمُقاطعات الاختيارية لبعض «المجموعات» المُحتجّة على «السياسات القَمعية». وفي السياق نفسه أطلق «نجوم» الفريق حملة «فَايسبوكية» واسعة النطاق لفتح «الفيراج» الذي يتّسع لحوالي 14 ألف مشجّع والذي يتميّز روّاده بحَماسهم الكبير وتأثيرهم الشديد في الأداء العام للنادي. اليوم انطلاق بيع التذاكر من المُنتظر أن تضع لجنة التنظيم تذاكر «الكلاسيكو» على ذمّة الأحباء بداية من اليوم في الحديقة «ب» والمنزه. ومن المُقرّر فتح شبابيك التذاكر بين التاسعة صباحا والخامسة بعد الزوال أمّا الأسعار فإنّها تتراوح بين 15 و25 و35 و50 دينارا. والآمال مُعلّقة على الجماهير العريضة للترجي ل» تَحتلّ» الحديقة والمنزه وتَقتطع كل التذاكر المطروحة للبيع وهي في حدود 26 ألف بطاقة. ويراهن أهل الدار كثيرا على زَحف الأنصار في هذا الحوار الكروي المُهمّ على درب المرور إلى المربّع الذهبي لرابطة أبطال افريقيا وهي سيّدة الأمنيات في ساحة «باب سويقة». خيارات كثيرة في الدفاع واجهت الجمعية في وقت سابق عدّة مشاكل بسبب محدودية الخيارات في المنطقة الخَلفية بفعل العقوبات وبصفة خاصّة الاصابات التي شملت عدة أسماء مُؤثّرة مثل المباركي والمشاني وبن محمّد والربيع... ويبدو أن هذه المُعضلة إلى زَوال في ظل العودة الجماعية للمُصابين والتعزيزات الدفاعية التي قام بها أهل الدار في الفترة الصيفية وقد أصبحت الخيارات واسعة في المنطقة الخَلفية ويملك بن يحيى عدة حلول على مستوى المحور خاصّة في ظلّ خبرة شمّام والذوادي وتأهيل المشاني واليعقوبي علاوة على جاهزية الشاب أيمن محمود الذي أظهر استعدادات طيّبة ولاشك في أنه قادر على الأفضل شرط التخلّص من «التَزيين» المُفرط أثناء تصدّياته للكرة بشكل قد يضعه في بعض المواقف الصّعبة مع خصمه المُباشر. بن يحيى لم يحدّد بعد خياراته النهائية على مستوى التركيبة الدفاعية لكن الأصداء الأولية تؤكد أنّه لا استغناء عن «الكَابتن» شمام في محور الدفاع على أن يتنافس الذوادي ومحمود واليعقوبي على المقعد الثاني أمّا على صعيد الجهة اليسرى فإنّه قد يقع ترسيم بن محمّد الذي يحظى بدعم الجمهور وذلك على عكس النجم «المُخضرم» سامح الدربالي الذي يواجه انتقادات لاذعة لكن دون أن يفقد حظوظه في الظهور أمام «ليتوال» خاصّة أن المباركي عائد من إصابة وقد لا يكون في أوج جاهزيته البدنية كما أن فرضية التعويل على لاعب المنتخب الأولمبي أمين المسكيني تَبقى ضَعيفة. وكنّا في عدد الأمس قد أشرنا إلى أن الإطار الفني يدرس كذلك فرضية التعويل على الجريدي مكان بن شريفية لحراسة الشباك الترجية.