تضمن حديث رئيس الجمهورية أول امس جملة من الرسائل السياسية في علاقة بنهاية التوافق مع النهضة وتثبيت موعد الانتخابات و رؤيته للوضع داخل حزب نداء تونس وفي الازمة السياسية التي تشهدها البلاد فكيف كان تفاعل الطيف السياسي معها؟ تونس (الشروق) وتباينت تفاعلات السياسيين مع مضمون الحديث التلفزي الذي ادلى به رئيس الجمهورية اول امس بين تثمين البعض لما احتواه من رسائل سياسية وبين من وصفه بخطاب العجز والتنصل من المسؤوليات. وبعد تأكيد رئيس الجمهورية بأن علاقة التوافق مع حزب النهضة قد انتهت بطلب منها سارعت الحركة في اعلان التزامها بمسار التوافق وتقديرها لدوره الوطني في ارساء ثقافة التشاور والحوار كما لو أنها استشعرت خطر العزلة وتحمل تبعات الازمة وحدها حتى موعد الانتخابات. تشبث النهضة ومن جهته نفى المتحدث باسم حركة النهضة عماد الخميري ان تكون النهضة طلبت انهاء العلاقة مع رئيس الجمهورية وشدد على ان التوافق لا يعني الاتفاق في كل القضايا التي تحتمل وجهات نظر متعددة وان النهضة ليست طرفا في خلافات نداء تونس. كما اعتبر نائب حركة النهضة ناجي الجمل في تصريحه «للشروق» انه لم يجد في حديث رئيس الجمهورية ماكان ينتظره جل التونسيين خاصة في علاقة بالازمة السياسية التي تشهدها البلاد عدا التأكيد على اجراء الانتخابات في موعدها مضيفا بأن تأكيده نهاية التوافق كان في رأيه امرا معلوما وممارسا من قبل نداء تونس منذ الانتخابات التشريعية الجزئية في المانيا. وشدد الجمل على ان الشاهد ليس في حاجة الى طلب تجديد الثقة من البرلمان المفوض حصريا لمراقبة اعمال الحكومة والمبادرة بسحب الثقة اذا ما اراد ذلك. غياب الحل واعلان نهاية التوافق بشكل رسمي دفعت الى استشراف الاستجابة الضمنية من قبل رئيس الجمهورية للدعوات التي تطلقها عدد من مكونات العائلة الوسطية الديمقراطية للتجميع في اطار يعيد التوازن للمشهد السياسي غير أن النائب صلاح البرقاوي من حزب مشروع تونس يقلل من ذلك معتبرا في تصريحه «للشروق» ان مفهوم العائلة الديمقراطية مصطلح فضفاض فقد الكثير من المعنى في الوقت الذي بات فيه من الضروري البحث عن مشتركات اكثر دقة تحتاجها البلاد لصياغة رؤية اخراج البلاد من الازمة السياسية الخانقة. واعتبر البرقاوي ان رئيس الجمهورية لم يعد اليوم قادرا على توجيه دفة البلاد إلى النحو الافضل بعد ان تخلى عنه حليفه (حركة النهضة) وتنكر له صنيعته(نداء تونس) مضيفا بانه يتحمل جزءا من مسؤولية الازمة من خلال اقحام ابنه في الهيئة التأسيسية للحزب وان اقراره بكون التحالف الجديد بين الشاهد والنهضة سيكون المسؤول وحده عن حصيلة الازمة هو دون اقتراح الحل ولا يقدم شيئا لمصلحة البلاد. عجز واعتبر امين عام حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي ان مضمون الحديث عمق الازمة السياسية من منطلق الإقرار بعدم شرعية الحكومة والامتناع عن تفعيل الفصل 99 من الدستور مضيفا بان رئيس الجمهورية اصبح بمعزل عن الوضع الذي تعيشه تونس وانه بات يتصرف كرئيس حزب اكثر من ان يكون رئيس دولة من خلال توجيهه النصح لرئيس الحكومة يوسف الشاهد وما ادلى به من تصريحات بشأن المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي. النداء يثمن في المقابل وصف رئيس المكتب الاعلامي بحركة نداء تونس منجي الحرباوي حديث رئيس الجمهورية بالصفحة الجديدة التي فتحها من دون «الاخوان» و» الانتهازيين» نحو البناء الجديد على حد قوله فيما وصف القيادي رضا بالحاج مضمون الخطاب بالنوعي والعميق من خلال دفع الانتقال الديمقراطي في تونس عبر تثبيت موعد الانتخابات والدفع نحو الكف عن استعمال وسائل غير ديمقراطية لتحطيم الاحزاب ومنها السياحة البرلمانية. كما اعتبر بالحاج أن من بين اهم الرسائل السياسية التي جاءت في حديث رئيس الجمهورية الإقرار لامتناع النهضة المضي في الاتفاق الحاصل بين مختلف الاطراف السياسية والاجتماعية وانفرادها بموقفها تجاه الحكومة والازمة التي تعيشها البلاد.