بخطوات متسارعة تمضي سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترومب نحو التخلص من القضية الفلسطينية عبر تصفيتها من خلال صفقة القرن، بعد أن عاد ترومب يتحدث عن إنهاء القضية خلال خطابه في الأممالمتحدة. وتزامن ذلك مع رفض وكالة أنروا» الاستجابة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين. تنديد بخطاب ترومب في الأممالمتحدة القدسالمحتلة (الشروق) ونددت فصائل وشخصيات فلسطينية، بخطاب الرئيس ترومب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية ووصفته بأنه «متغطرس عدواني وملئ بالتناقضات». وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن خطاب ترومب عكس «الوجه الحقيق البشع للامبريالية الأمريكية التي تواصل إغراق العالم في بحر من الدماء والدمار والخراب والاستقواء على الشعوب». وقالت في بيان لها، أمس، إن ترومب لم يغادر في خطابه جوهر السياسة الأمريكية الثابتة القائمة على القتل والعدوان والإرهاب والاستيلاء على مقدرات وخيرات الشعوب خصوصاً في منطقتنا العربية والحفاظ على أمن وديمومة الكيان الصهيوني الراعي الرسمي للتطرف والإرهاب، والمستفيد الأعظم من العربدة الأمريكية في المنطقة. وأكدت أن حديث الرئيس الأمريكي بشأن عملية التسوية ينسجم ويتقاطع تماماً مع الرؤية الصهيونية. ويبرهن مجدداً على أن التعويل على الإدارة الأمريكية خلال ربع قرن من خديعة ووهم اتفاقية «أوسلو» خطيئة سياسية لم تجلب لشعبنا سوى الكوارث على الصعد كافة. ومن جانبه، استغرب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد ادعاء ترومب حرصه على تحقيق «السلام»، في ظل التمسك بالانحياز السافر والدعم غير المحدود للسياسة العدوانية التوسعية المعادية «للسلام» التي تسير عليها حكومة الاحتلال. وأدان خالد في بيان له أمس بأشد العبارات دفاع ترومب عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة، وادعاءه أن إدارته لن تقع رهينة لأي عقليات أو روايات دينية فيما يتعلق بالقدس، «في تطاول خطير على ارتباط العالم الإسلامي والمسيحيين العرب بهذه المدينة المقدسة». وفي سياق متصل وبعد رفض إدارة الوكالة الجلوس للحوار أعلن اتحاد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس، عن إجراءات تصعيدية ضد إدارة الوكالة الأممية ردًا على رفضها الجلوس إلى طاولة الحوار لحل أزمة التقليصات الأخيرة، ولاسيما المتعلقة بفصل الموظفين. وأوضح رئيس اتحاد الموظفين أمير المسحال خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة أن الإجراءات تشمل «العصيان الإداري وإغلاق مكتب غزة الإقليمي وكافة المقرات الفرعية ومكاتب رؤساء المناطق بدءًا من يوم الأحد المقبل، والإضراب الشامل يومي الثلاثاء والأربعاء». وقال: «نعلن عن إغلاق مكتب غزة الإقليمي اعتبارًا من يوم الأحد 30 سبتمبر والى غاية الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إغلاق كافة المقرات الفرعية التي يمارس بها الإداريون مهامهم، وإغلاق كافة مكاتب رؤساء المناطق وعدم استعمالها كمكاتب بديلة لبرامج أخرى». وأضاف «كما نعلن العصيان الإداري. وعليه يجب مقاطعة جميع ورش العمل وألعاب الصيف المسائية، وتجنيد هذه الأموال لصالح الفئة المستهدفة وبرامج التقييمات التعليمية وبرامج التعليم المحوسب». كما أعلن الاتحاد الإضراب العام والشامل يومي الثلاثاء والأربعاء المُقبلين كافة مؤسسات الوكالة. وقال إنه كان من المقرر أن يكون الإضراب يومي الأحد والاثنين، لكن تأجيله بيومين جاء «لإعطاء فرصة أخرى لإدارة الوكالة والوساطة التي بدأت صباح اليوم واستجابة لرغبة كل الجهود التي بُذلت».