شيّع الآلاف في قطاع غزة، أمس، جثامين 8 شبان فلسطينيين، استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في مناطق متفرقة على الحدود الشرقية للقطاع، أول أمس، خلال مشاركتهم في مسيرات العودة. القدسالمحتلة (الشروق) من مراسلنا بهاء العبد الله وأدى المشيّعون صلاة الجنازة على جثامين الشهداء في المساجد القريبة من أماكن سكناهم، قبيل مواراتهم الثرى. وفي شمال القطاع، ودّع الفلسطينيون جثماني شهيدين. وفي منطقة النصيرات وسط القطاع، شيعوا طفلا وثلاثة شهداء. أما جنوب القطاع، فقد ودّع جثماني شهيدين في مدينة رفح وخان يونس. وردد المشيعون هتافات غاضبة تطالب بمحاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة بحق المتظاهرين سلميًا على الحدود الشرقية للقطاع، والمطالبة باستمرار بمسيرات العودة حتى تحقيق أهدافها. واعتدت قوات الاحتلال أول أمس، على حشود فلسطينية سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 48 ، مما أدى إلى استشهاد 8 مدنيين عزّل، وإصابة 340 آخرين. ووصفت الجمعة ال 27 من فعاليات مسيرة العودة بالجمعة الأكثر دموية منذ يوم الأرض 14/5 الماضي، بسبب قمع قوات الاحتلال المتظاهرين بشكل همجي. وانطلقت مسيرة العودة الكبرى في30 مارس الماضي. وأسفر قمع الاحتلال الصهيوني للمتظاهرين عن استشهاد 193 مواطنًا وإصابة نحو 20 ألفًا آخرين. واتهمت وزارة الصحة، أمس، الاحتلال بتعمد إيقاع أكبر قدر من الضحايا في صفوف المتظاهرين السلميين خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرة العودة، أول من أمس. وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، إن عدد الضحايا الذين سقطوا، أول أمس خلال المسيرة، وصل إلى 8 شهداء، إضافة إلى الجرحى الذين أصيبوا بأعيرة نارية متفجرة. وقال القدرة في تصريح ل»الشروق»، إنه لم يتضح بعد عدد المعاقين خلفه من الجرحى، مشيرًا إلى أن ذلك يتبين بعد انتهاء التدخلات الطبية. وأوضح القدرة في هذا الصدد، أن العدد الكبير من الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلال 12 ساعة فقط يبيّن أن الاحتلال لا يأبه بالقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وذلك من خلال تعمده استهداف التجمعات السلمية». وتعقيباً على مجزرة الاحتلال بحق المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة وكسر الحصار، أكد الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم على مواصلة مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار وحرص الحركة على تعزيز فعالياتها وتوسيع نشاطها مع الحفاظ على طابعها الجماهيري والسلمي. وبيّن قاسم في تصريح وصل «الشروق» أن سقوط عدد كبير من الشهداء يكشف حجم الإجرام الصهيوني الذي لا يجد رادعاً من المؤسسات الدولية. بل تأييد من الإدارة الأمريكية. وأوضح محدثنا أن التصعيد والتوسع في مسيرات العودة هو قرار الهيئة العليا للمسيرات. وهو قرار الجماهير المنتفضة التي تطالب بحقوقها المشروعة في وطنها وحقها في العيش الكريم وكسر الحصار عن غزة. ومن جانبها نعت حركة فتح الشهداء الذين ارتقوا خلال مسيرات العودة. وقالت في تصريح وصل «الشروق»،: «إن جرائم الاحتلال بحق شعبنا يجب ألا تمر دون عقاب. وإن شعبنا ماضٍ في طريقه ونضاله مهما كلف الثمن». أما حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فأكدت أن «الجريمة تمت بتشجيع وغطاء الخطابات المسمومة أمام الأممالمتحدة العاجزة عن معاقبة القاتل السفاح وزمرة المجرمين الذين يقودهم نتانياهو». وقال مسؤول المكتب الإعلامي في الحركة داود شهاب في تصريح وصل «الشروق» «الاحتلال ارتكب مجزرة تضاف إلى سجله الإرهابي، قتل 8 شهداء من المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة، منهم أطفال وفتية».