خذوا الأمر على عواهنه.. ولا تذهبوا به بعيدا بعد الرقة موطن داعش عن العلم عند العرب ديمقراطيتكم ناشئة لم تفتح عينيها ولم تنغلق جمجمتها بعد إنها رضيعة لم تنعم أظافرها وبعيدة كل البعد عن طور الفطام فلا تتأوهوا. ولا تقولوا لها أفا كلما تبوّلت في أحضانكم وانسجوا لها «الكوش» من المال العام عملة صعبة أو سهلة كانت ودعوها ترضع من «دم التوانسة» وحليب بلجيكا وماء تركيا وبول بعير الخليج. وتحمّلوا صياحها ونواحها وبكاءها على والديها المجهولين وتذكروا ثم تذكروا. إنها لقيطة من أطفال الشوارع تم العثور عليها ذات 14 جانفي ملفوفة في كيس من أكياس عملة البنك المركزي في زبالة قصر قرطاج. ولا أحد يعرف لها أما ولا أبا ولا حسبا ولا نسبا. التقطها أناس يعرفون ربي ويعرفهم ربي من إخوانكم المسلمين لله في سبيل كلكم يعرف ماذا. ورفضوا تبنيها لأن التبني عندهم حرام «شرعا» وعاملوها على أساس أنها لقيطة من نطفة «التوريست» الكافر. في بلد المسلمين. ولكن جعلوا لها الوطن «دُوح» و«دوّحوا» بها وغنوا لها «نني نني» فنامت ونادوا «دوحي يا أم هاني بحمد» تحت القبة العالية والخالية فأثمرت بأمرهم ونام أحمد وصحبه تحت قبة سيدي باردو يتوسدون بركات خيراته الجمة في كل لمّة. فقولوا ورددوا «الشي لله يا سيدي باردو». ولكم من بول الرضيعة نصيب لا يستهان به.