عبر والي بن عروس عبد اللطيف ميساوي، عن تأسفه لهدم جزء من الحنايا، التي سيتم ترميمها، مؤكدا ان هناك تدخلات عاجلة لفائدة منطقة المحمدية ووادي مليان الذي تراجع منسوب المياه به، وذلك في تصريح ل»الشروق». تونس (الشروق) أكد والي بن عروس عبد اللطيف الميساوي ان اهالي منطقة المحمدية، تحديدا حي عامر، رفضوا، دخول المعدات لازالة الاتربة والاوحال، واشترطوا ازالة الحنايا، التي اعتبروها السبب الرئيسي في انسداد تدفق المياه المتأتي من المرتفعات. وتابع الوالي انه بعد المفاوضات معهم، انطلقت الاشغال وتم القيام بعمليات جهر للاتربة والاوحال وتم التعهد بايجاد الحلول الفنية اللازمة التي تضمن اريحية في تدفق المياه وعدم المساس من الحنايا، ومن ضمن الحلول المقترحة هي توسعة قنوات المياه التي تضمن تدفق كميات كبيرة من الماء، وتكون هذه القنوات وفقا لمعدل المياه التي تتساقط هذه الفترة. وقال الوالي ان القناة التي تم احداثها سنة 2003، كانت تتماشى مع كمية المياه المتساقطة انذاك، وتوسعتها ومعاضدتها بقناة اخرى امر ضروري، لضمان تدفق المياه والاتربة، مضيفا ان الدراسة الفنية ستنطلق، وان الولاية ستمول هذا المشروع بكلفة قدرها 500 الف دينار، ومن المنتظر انطلاق المشروع بعد 6 اشهر من استكمال الدراسة التي ستشرف عليها وزارة التجهيز. تدخلات عاجلة وبخصوص التدخل في حي عامر (احد الاحياء الاكثر تضررا بجهة المحمدية من الامطار الاخيرة)، اكد محدثنا انه تم تخصيص المعدات اللازمة وتم جهر الاتربة وتنظيف الانهج والطرقات وتمت الاستعانة بشاحنات تابعة للإدارة العامة للغابات، لانه يصعب القيام بعملية تنظيف عبر الحنفية العادية، مضيفا انه بعد عملية الجهر والتنظيف، سيتم القيام بتدخل صحي لتعقيم الحي تفاديا لانتشار الاوبئة والحشرات. واكد الوالي ان حي عامر هو حي منظم ومجهز بقنوات صرف المياه، وان الدولة سبق ان تدخلت فيه سنة 2003، لكن يجب ايجاد حلول للمنشأة المائية عبر توسعتها واحداث قنوات تعزز قابليتها لارتفاع منسوب المياه، مضيفا انه من القرارات التي تم اتخاذها هو هدم منزل، الذي عطل تدفق المياه، مشيرا الى ان هذا المنزل الذي احتج عليه الاهالي، صدر في شانه قرار هدم منذ سنة 2011، ولم ينفذ، مؤكدا انه لسلامة الاهالي فانه سيتم هدمه بقطع النظر عمن يملكه. الحنايا... ملك للاجيال القادمة وبخصوص موقفه من هدم جزء من الحنايا، اكد الوالي انه تم هدم 10 امتار منها، لتدفق المياه، مؤكدا انه جاري التدخل من قبل ادارة المياه العمرانية التابعة لوزارة التجهيز، مضيفا ان الحنايا هي ملك للاجيال القادمة وشاهد حضاري ولها تاريخ عمره الفي سنة وانه سيتم صيانتها. وتابع الوالي انه سيتم توزيع مساعدات مدرسية منها 600 محفظة للتلاميذ، وكراسات والكتاب المدرسي بعد حصر قائمة التلاميذ وذلك بالتعاون مع المركز البيداغوجي التابع لوزارة التربية، مضيفا انه لم يتم تسجيل اي خسائر بشرية او مادية تتعلق بالبنية التحتية والمنازل بهذا الحي، وانما تسجيل خسائر تتعلق بمكونات المنازل (اثاث وملابس وتجهيزات). وقال الوالي انه تم تسجيل اضرار اقل حدة باحياء منصور خلفت وحشاد 2 ومنجي سليم، مؤكدا ان بعض المنازل تم تشييدها بالقرب من الوادي بطريقة غير مبررة، نتيجة للانفلاتات التي تم تسجيلها سنة 2011، بسبب البناء الفوضوي، مضيفا انه تم التدخل بهذه الاحياء وجهر الانهج والطرقات وتقديم مساعدات حينية مؤكدا ان الضرر لم يشمل المنازل بل مكوناتها فقط. تدخلات بوادي مليان وفي ما يتعلق بالمخاوف من امكانية فيضان وادي مليان برادس، اكد ميساوي ان عملية صيانته ومتابعة منسوب المياه به محل متابعة، لما يمثله من خطر اذ انه قادر على اغراق احياء بمجملها في صورة فيضانه، مشيرا الى ان مؤشر خطورته تم تسجيله بنقطتي الخليدية وسيدي سعد ولحسن الحظ فانها اراض فلاحية بعد خروج مياه على الضفتين من النقطتين المذكورتين. وقال الوالي ان هذا الوادي طوله 160 كلم وهو قادم من ولاية سليانة، ومرتبط باودية اخرى فرعية، مشيرا الى انه مجرى طبيعي للمياه ولا يمكنه تنفيسه، مؤكدا ان النقطة الايجابية ان سد بئر مشارقة الذي تمثل طاقة استيعابه، 42 مليون متر مكعب لم تكتمل بعد وهي في حدود 30 مليون متر معكب حاليا. وقال الوالي ان هناك متابعة مكثفة لوادي مليان وانه شهد تراجع منسوب المياه به وانه يشهد عمليات صيانة للحواشي الترابية له عبر الزيادة في مرتفعاتها وتقويتها. وفي ختام حديثه، افاد الوالي انه لم يتم تسجيل اي عمليات سقوط لمبان او جسور، وان عمليات المتابعة مازالت متواصلة، وانه خلال ليلة نزول الامطار قامت الحماية المدنية ب113 عملية شفط للمياه.