قَدّم بن يحيى درسا كبيرا في حُبّ جمعيته بما أن الرجل تخلّى عن منصبه كمدرب أوّل دون أن ينطق بحرف واحد وهو ما زاده احتراما وتقديرا في الأوساط الترجية والرياضية العَارفة بأنه ليس من السهل على أي شخص الرحيل قبل شوط واحد من المحطّة الخِتامية لرابطة الأبطال الافريقية. بن يحيى غادر مركب المرحوم بلخوجة تاركا الفريق في المربّع الذهبي للكأس الافريقية وقد لازم الرّجل الصّمت تفاديا ل «التشويش» على جمعيته في هذه المرحلة المِفصلية من المُغامرة القارية وقد اكتفى خالد بالإدلاء بتصريح مُقتضب ل «الشروق» دعما لناديه في القمّة المُنتظرة غدا ضدّ «الأهلاوية». عمل كبير ونجاح مُتوقّع أكد خالد بن يحيى سعادته العَارمة بنجاح الجمعية في بلوغ «الفينال» القاري مُعتبرا أن هذا المكسب تحقّق بفضل العَطاء الكبير للاعبين والفنيين والمسؤولين وبصفة خاصّة الأحباء الذين آمنوا بقدرات شيخ الأندية على مُطاردة التاج الافريقي رغم كلّ الصُّعوبات والعَراقيل. ويعتقد خالد أنه كان مُجرّد رقم بسيط في المسيرة الشاقة للترجي الذي انطلقت مُغامرته الافريقية منذ فيفري الماضي حيث أقصى «الوئام» الموريتاني و»غُورماهيا» الكيني وتأهل اليد باليد مع الأهلي إلى الدّور ربع النهائي وهو المحطّة التي حقّق أثناءها النادي الامتياز بعد تفوّقه ذهابا وإيابا على النجم السّاحلي هذا قبل أن يُزيح «غرة أوت» الأنغولي ويبلغ «الفينال». ويؤكد خالد أنّه «انفصل» عن النادي في المربّع الذهبي وقد كان على يقين بأن لاعبيه ومساعديه سيواصلون المَهمّة بنجاح لأن الجمعية أنجزت عملا جَبّارا وقد كان لِزاما أن تُنصفها الكرة وتبلغ «الفينال» وقال خالد إنه لم يبخل بحبّة عرق واحدة في سبيل استرجاع المجد القاري الغائب عن الخزائن الترجية والتونسية عُموما منذ سبع سنوات. مصلحة الترجي فوق كل الاعتبارات قال بن يحيى إن مغادرة الفريق وهو في المربّع الذهبي للكأس الافريقية الأغلى والأقوى كان أمر مُؤلما ومُوجعا لكن الأهمّ من ذلك أن ينجح الفريق في القبض على الكأس الافريقية بغضّ النظر عن اسم المدرّب ويَعتبر خالد أن مصلحة شيخ الأندية تَبقى فوق كل الاعتبارات مؤكدا أنه سيكون أول المُهنئين للشعباني والتراوي باللّقب ويشير في الوقت نفسه إلى أنه قد يحضر لقاء الأهلي لدعم جمعيته في هذه اللّحظة التاريخية. ويؤكد بن يحيى أن تجاربه الطويلة كلاعب وكمدرب في ساحة «باب سويقة» علّمته أن الترجي لا يتوقّف على أي شخص مَهما كان اسمه وحجمه ويضيف خالد أن الفريق الذي يستعد للإحتفال بمائة عام على تأسيسه أكبر من الجَميع. نُريد اللّقب واجه بن يحيى الأهلي في دور المجموعات ويعرف كلّ صغيرة وكبيرة عن الفريق القاهري ومع ذلك فإنه يَعتبر أن لقاء الغد لن تَحكمه المسائل التكتيكية بل ستحسمه الروح القتالية للاعبي الترجي الثائر على «ظُلم» التحكيم والمتعطّش للّقب الغالي. ويختم خالد كلامه بتوجيه تقدير إلى كل الأحباء الذين ساندوه أثناء أداء الأمانة وبعد الخروج من منصبه ويشكر في الوقت نفسه جميع اللاعبين والفنيين والمسؤولين وفيهم الشعباني والتراوي وشوشان والبوعزيزي وبن أحمد والعارم وبالنّور...