أقالت الجامعة المدرب الوطني فوزي البنزرتي يوم 20 أكتوبر ليدخل المنتخب مَرحلة الفَراغ إلى يَومنا هذا. ولاشكّ في أن استمرار الوَضع على ما هو عليه يَبعث على القَلق خاصّة في ظلّ اقتراب موعد الكأس الافريقية التي سَتدخلها عناصرنا الدولية بآمال عَريضة لكسر «عُقدة» الدّور ربع النهائي والمُنافسة على اللّقب. ويبدو أن المكتب الجامعي يُعالج ملف المدرب الوطني تحت شِعار «في التأنّي السّلامة وفي العَجلة النّدامة» خاصّة أن المرحلة الراهنة دقيقة وسيكون هَامش الخطأ في حُدود الصّفر. ومن حقّ الجامعة طبعا التَحري والتَدقيق في هُويّة «المَهدي المُنتظر» لكن هذا لا يَعني إهمال «العَدوّ الأكبر» وهو الوَقت. ذلك أن ال «كَان» أصبحت على الأبواب ومن المُستحسن تمكين المدرب الجديد من فترة زمنية معقولة ليطّلع على المجموعة ويقوم بالتَحضيرات المَطلوبة استعدادا ل «المعركة» القارية بين 15 جوان و13 جويلية 2019. تَرشيحات يُعتبر التونسي - الفرنسي صبري اللّموشي آخر المُلتحقين بلائحة المرشحين لتدريب «النسور» وتضمّ القائمة المُتداولة في الكواليس إطارات فنية تَحمل الجنسيات الفرنسية والبلجيكية والبرتغالية وهي على النّحو التالي: ألان جيراس وبُول لوغوين وجُون ميشال كافالي ومارك فيلموتس وهوغو بروس وباولو دوارتي. وقد تتقلّص هذه القائمة لتشمل أسماءً بعينها ليتولّى المكتب الجامعي التَفاوض معها وتَسليمها الأمانة في أقرب الآجال ولا تستبعد مصادرنا في هذا السياق امكانية الحسم في ملفات المُرشحين على هامش الجلسة المُرتقبة للجامعة في غُضون الأيام القليلة القادمة. ومن المُرجّح أن يَعرض رئيس الجامعة أفكاره وتوجّهاته على بقية زملائه قصد الاتفاق على الأسماء الأمثل والأفضل لقيادة «النسور» ولو أن القرار الأوّل والأخير سيصدر عن الجريء دون سِواه تماما كما حصل لحظة تَعيين معلول وسط مُعارضة «داخلية» وجَماهيرية لهذا «الاجراء الأحادي». اللّموشي يُثير الجدل الجَدير بالذّكر أن المعلومات القادمة من المنزه تُفيد بأنّ ملف اللّموشي أفرز ضجّة كبيرة خاصّة في ظل علاقته التاريخية والمُثيرة مع جامعة الكرة. ومن المعلوم أن اللّموشي اختار تَمثيل المنتخب الوطني التونسي في 1994 غير أنه تَعرّض إلى «لُعبة سَخيفة» حَكمت عليه بالرّجوع من حيث أتى لينضمّ بعد ذلك إلى صفوف الفريق الفرنسي ويعيش معه مسيرة بَاهتة وتجربة خَاطفة حتى أن المباريات التي خاضها مع «الديكة» لا تَتجاوز عدد أصابع اليدين. ومن الواضح طبعا أن اللّموشي المُقال لتوّه من تدريب «ران» الفرنسي لم يَنس ولن «يَغفر» ما فَعلته بعض الجهات التونسية لإفشال مُغامرته الدولية مع «النسور» قبل وِلادتها. ومن المؤكد أن التصريحات السّاخنة التي أدلى بها وهو في ثوب المدرب تكشف حَجم «الجُرح» الذي عاشه في التّسعينيات. وكان اللّموشي قد أكد بأن الشيء الوحيد الذي يربطه بتونس يكمن في «القرابة الدموية» وهو ما يضعه البعض في خَانة الاستفزازات المَجانية. والثابت أنّه وقع تَرشيح اللّموشي لقيادة المنتخب في عدّة مُناسبات ومن المؤكد أن الجامعة لن تَتردّد هذه المرّة في التَفاوض معه بصفة جِدية ورسمية إن كانت مُقتنعة طَبعا بأنّه المدرب الأنفع. وقد تُصبح التصريحات المذكورة من الهَوامش أمام المَزايا الأخرى مثل الكفاءة ومعرفة الكرة الافريقية والقُدرة على التحكّم في النجوم في مقدّمتهم الخزري الذي كان قد تدرب تحت إشراف اللّموشي في صفوف «ران» حيث كان يَتقاضى الرجل أجرا خياليا تُقدّره بعض الأطراف بحوالي 75 ألف أورو. ومن المعروف أن الجانب المالي سيكون بدوره من المسائل المُؤثّرة في اختيار المدرب الوطني الجديد. ملف المنتخب الأولمبي لم يَعد خَافيا على أحد حَالة القلق التي اجتاحت المنتخب الأولمبي بعد الهزيمتين الوديتين والمُوجعتين على يد مصر وقد أصبح الإطار الفني المُشرف على حظوظ الآمال تحت التَهديد بل أنه وقع طرح فكرة التَغيير في الكَواليس. والثابت إلى حدّ هذه اللّحظة أن الإدارة الفنية بقيادة الصّغير زويتة بادرت بتقييم العمل المُنجز على امتداد 11 مباراة خَاضها الأولمبيون تحت إشراف شكري الخطوي وتفيد المعلومات التي بحوزتنا أن الفريق سيشهد جملة من الاصلاحات والتحسينات قصد الارتقاء بالمردودية خاصّة مع اقتراب التصفيات المُؤهلة للكأس الافريقية المُرشّحة بدورها إلى الألعاب الأولمبية. (منتخبنا سيستهلّ الرسميات بمواجهة مُكرّرة ضدّ جنوب السودان في شهر مارس القادم). وتَتّجه النية (مبدئيا) نحو تكريس الاستمرارية من خلال تثبيت الإطار الفني للمنتخب الأولمبي الذي سيجري تربّصا خارجيا في المملكة العربية السعودية ومن المُقرّر أن تكون الرحلة الخليجية مرفوقة بمواجهتين وديتين أمام صاحب الأرض وذلك في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الجاري. في الطريق الصّحيح تؤكد الأنباء القادمة من الجامعة أن مشروع الفندق الخاصّ بالمنتخبات الوطنية يسير في الاتجاه الصّحيح خاصة بعد النجاح في تجاوز مختلف «التَعطيلات» التي واجهت هذا المشروع الذي سيعود بالنّفع على «النسور». وكان الجريء قد اتّهم الوزيرة المعزولة ماجدولين الشارني بتعطيل مشروع الفندق الذي سيتمّ تشييده في مُحيط الجامعة هذا قبل الاعلان عن تذليل كلّ العوائق والانطلاق في الأشغال والأمل كلّه أن تكون هذه المَنشأة الجديدة في المستوى المأمول وبمنأى عن ألاعيب «المُقاولين» الذين عبثوا بالكثير من الملاعب الرياضية.