فرقة مسرح الجنوب بقفصة صنعت مجدي الفني «باكة الملاّكة» و«جمعة» خطان متوازيان لا يلتقيان في مسيرتي أنتظر من وزارة الثقافة إعادة الاعتبار لعبد القادر مقداد المناصب السياسية لا تعنيني ولا بديل عن التمثيل صاحبة طابع خاص في التمثيل... طابع يجمع بين المتعة والاضحاك دون إسفاف... قامة شامخة في المدوّنة المسرحية التونسية تحمل على كاهلها مسيرة ثرية بالابداع المسرحي على امتداد أكثر من ثلاثين سنة ضمن فرقة مسرح الجنوب بقفصة ومنذ 1994 وبعد قرار حلّ الفرق المسرحية الجهوية القارة واصلت في صياغة مسيرتها بكل جدية وحرفية عالية. لطيفة القفصي متفردة في أدوارها عاشقة للحياة ولمعاني الوجود فيها... صريحة في مواقفها.. وفية لرفاق الدرب. * كيف تقبلت هذا التكريم من أيام قرطاج المسرحية؟ تكريمي في أيام قرطاج المسرحية له طعمه الخاص الذي أسعدني لكنها سعادة مشوبة بشيء من المرارة. * لماذا هذا الاحساس بالمرارة؟ التكريم رغم قيمته المعنوية جاء متأخرا كان يمكن أن يكون قبل هذا الموعد. * لكن حصل التكريم؟ شكرا لكل من فكّر في تكريمي ومثل هذه البادرة تزيد في عزما وحماسا لمزيد العمل. * لا يمكن الحديث مع لطيفة القفصي دون الوقوف عند رحلتك مع فرقة مسرح الجنوب بقفصة؟ نعم... فرقة مسرح الجنوب بقفصة هي وجداني وحياتي وبدايتي مع المسرح.. هي كياني وكل نجاحاتي.. هي الجزء الهام في مسيرة أثثتها مع مسرحيين عمالقة في مقدمتهم رفيق الدرب المبدع عبدالقادر مقداد الذي أرى فيه قامة شامخة في المدوّنة المسرحية التونسية والعربية على حدّ السواء. فرقة مسرح الجنوب بقفصة صنعت مجدي الفني وعرّفت بقفصة أنها مدينة العطاء الفني الثقافي.. هي ليست مدينة الفسفاط فقط.. هي ايضا مدينة الابداع الثقافي بكل توجهاته. * هذه الفرقة تشتتت سنة 1994؟ نعم تشتتت الفرقة بعد قرار حل الفرقة المسرحية الجهوية القارة المحترفة سنة 1994 تفرّق ممثلو الفرقة فكل واحد أخذ توجها وسعى بكل جهده للمحافظة على ما حققه من نجاح في فرقة مسرح الجنوب بقفصة من خلال المشاركة في أعمال لها قيمة ابداعية متميزة.. لكن الحنين للفرقة مازال متوهجا. * وانقطعت صلتك بزملاء الأمس؟ ليس الأمر كذلك.. أنا دائمة الاتصال بهم ومتابعة أخبارهم. * ماهي أخبار عبد القادر مقداد؟ يتمتع بصحة جيدة... اختار عن طواعية الابتعاد عن الاضواء. قد يكون الأمر متعلقا باعتزاله المسرح او قد يكون وقفة تأمل... عبد القادر مقداد قامة مسرحية كبيرة... اختار الصمت وهو الذي كان عرضة لتهم أكدت الايام أنها باطلة وغير صحيحة... انتظر لفتة من وزارة الثقافة لردّ الاعتبار له لكن شيئا من ذلك لم يحدث فاختار عدم الردّ على الجاحدين مكتفيا بالصمت. * ألم يحدثك عن نية العودة؟ عبد القادر مقداد ينعم بحياة عائلية هادئة.. فهو أكبر من كل الاهانات التي تعرّض لها. * وبالنسبة للطيفة القفصي؟ مازلت على العهد مع الابداع المسرحي الذي يجمع بين الطرافة والجدية وتراني في كل عمل أشارك فيه حريصة على الاضافة التي تجمع بين الاقناع والامتاع وأحدث هذه الاعمال انني بصدد انجاز عمل هو عبارة عن ملحمة فرجوية حول المجاهد الخالد «مصباح الجربوع» في انتاج لإحدى شركات الانتاج الخاصة. * تتواجدين هذه الايام في تونس لمتابعة ايام قرطاج المسرحية؟ نعم أتواجد في تونس لمتابعة ما تيسر من اعمال مسرحية على اعتبار التزاماتي الفنية الأخرى. * قرار أن تكون أيام قرطاج المسرحية سنوية.. كيف تنظرين الى هذا التوجه؟ لست مع هذا القرار الذي أرى أن ضرره أكثر من منافعه... فليت المسؤولين على القطاع المسرحي العودة الى الصيغة القديمة والمتمثلة في التنظيم مرة كل سنتين حتى لا يطغى التسرّع والارتجال على عملية اعداد البرنامج وأرى أن العودة الى الصيغة القديمة ايضا يمكن لجنة انتقاء العروض من الاختيار بكل هدوء وبعيدا عن ضغط الوقت. * ما مدى الرضا عن مسيرتك؟ راضية وسعيدة بما قدمته الى حدّ كبير * تحملين ذكريات متنوعة حول هذه المسيرة؟ نعم... ذكرياتي كلها جميلة وممتعة رغم أنها مشوبة بمرارة في حالات نادرة لكن طبيعتي التفاؤلية كانت لي خير حافز لتجاوزها والاقبال على الحياة بكل حبّ والانصهار بجدية في العمل المسرحي. * الى أي مدى ساهم التلفزيون في التعريف بالممثلة لطيفة القفصي؟ انطلقت مسيرتي في التلفزيون سنة 1987 والمسرح كان له دوره في كسب النجاح في التمثيل التلفزيوني. * لطيفة القفصي اشتهرت ب «باكة الملاكة» في مسرحية «حمة الجريدي» و«جمعة» في «نسيبتي العزيزة» هل يمكن الحديث عن نقاط التقاء بين الشخصيتين؟ الشخصيتان خطان متوازيان لا يلتقيان... * هل تشاركين في مناقشة أدوارك؟ نعم بالاتفاق مع المخرج حيث أسعى الى الاضافة التي تحقق المتعة دون الاخلال بالنص والمعنى * تونس اليوم كيف تبدو لك؟ يغطيها ضباب كثيف. * والحراك السياسي ماذا تقولين بشأنه؟ الجعجعة ولاشيء غيرها * ألا يغريك تولي منصبا سياسيا؟ خلقت لأكون ممثلة مسرحية والمناصب السياسية لا تعنيني. * هل هناك قرار ندمت عليه؟ في تسعينات القرن الماضي سافرت الى احدى الدول العربية للسياحة فتلقيت هناك عرضا للعمل الابداعي... لكن هاتفا جاءني من تونس طلب مني العودة لالتزامات مسرحية لا تحتمل التأجيل فكان قرار العودة الذي ندمت عليه. * قفصة في حياة لطيفة القفصي؟ هي الروح. * فرقة مسرح الجنوب بقفصة حياتي وكل أحاسيسي وكياني * باكة الملاّكة؟ أول دور على خشبة المسرح وقد عبّد طريق المجد المسرحي * جمعة في «تسيبتي العزيزة»؟ نقلة نوعية.. وقد صنع هذا الدور النجاح وحقق شهرتي في التلفزيون. * متى تضحك لطيفة القفصي؟ من الصعب إضحاكي * وماهو الشيء الذي تبكين لأجله؟ النفاق والجحود من أشخاص تعتقد أنهم من المخلصين لك * هل تعرضت الى الظلم؟ نعم في حياتي الخاصة والفنية * وكيف تكون ردة الفعل؟ التجاوز دون نسيان الاساءة * السفر ماذا يعني بالنسبة لك؟ السفر متعة الاكتشاف والاستكشاف . وقد زرت العديد من الدول العربية والأوروبية. * بلد مازال راسخا في الذاكرة؟ إسبانيا والمغرب