عندما يتوفر المال، يتطور كل شيء، ف«المال قوام الأعمال» كما يقال، وهكذا كانت التجربة القطرية مع مسرح الدمى الموجه أساسا لجمهور الأطفال، تجربة فتية، راهنة على الشبان من المسرحيين العرب. * نابل – «الشروق» –: استضاف مهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل في دورته الحالية 15 دولة من أوروبا وآسيا وإفريقيا، وكانت هذه الدورة، مختلفة عن الدورات السابقة في هذا الخصوص، حيث استضاف المهرجان تجارب مسرحية موجهة للطفل طبعا، من ألبانيا وتيوان وكازخستان وقطر، إلى جانب تجارب دول أخرى عادة ما تسجل حضورها في كل دورة على غرار بلجيكا وتشيكيا وفرنسا وإيطاليا والعراق ومصر. وما شد الانتباه، في هذه الدورة، التطور الكبير لمسرح الدمى في قطر على مستوى الكم والكيف، وهذا منطقي من وجهة نظر مادية، لكن وراء هذا التطور هناك أيضا جوانب فنية مردها، الاستعانة بالكفاءات المسرحية الشابة في هذا الاختصاص المسرحي من تونس ومن بلدان عربية أخرى كلبنان... بالأمس احتضن فضاء نابل سنتر، عرضي «موقف صادق» و«القطرات الأربع» ويوم الخميس الماضي، كان الموعد في المركب الثقافي نيابوليس مع عرضين آخرين وخاصة عرض «الدب والأرانب»، الذي كان عبارة عن مشهدية جميلة جدا لحكاية ممتعة للأطفال، الحكمة أو الرسالة المزمع إيصالها منها هي أنه في الإتحاد قوة، وهو ما جسدته الأرانب ضد الدب، دون أي استعمال للعنف أو ما شابه ذلك. مسرحية «الدب والأرانب» أخرجها المسرحي التونسي محمد علي بن حمودة، وهو خريج المعهد العالي للفن المسرحي، في اختصاص مسرح العرائس، وعمل أيضا بالمركز الوطني لفن العرائس قبل أن يتنقل في إطار التعاون الفني إلى قطر أين بدأ تجربته في البداية بالورشات وتكوين شبان في صنع العرائس وتحريكها، ثم انطلق برفقة عدد من الشبان المسرحيين وتحت إشراف مدير مركز شؤون المسرح صلاح عبد الله الملا، في إنتاج عديد الأعمال المسرحية في «مسرح الدمى». ويمكن القول إن مسرحية «الدب والأرانب» التي قدمت ضمن فعاليات مهرجان نيابوليس، مثال على النتيجة الإيجابية التي يمكن أن يصل إليها العمل الفني لما تتوفر الإمكانيات البشرية والإمكانيات المادية معا، وعلى ذكر تجربة المسرحي التونسي محمد علي بن حمودة، هناك عمل مسرحي آخر من إخراجه كتبه المسرحي المعروف في تونس وحتى في العالم العربي في اختصاص مسرح الطفل، وهو حاتم مرعوب الذي ألف نص مسرحية الاختبار.