انتظمت بمناسبة الدورة التأسيسية للمهرجان العالمي لفن العرائس بنابل يومي 20و21 مارس الجاري الندوة الفكرية الدولية حول النص في مسرح العرائس بين الحكاية والبيداغوجيا وذلك بإشراف الأستاذ مقداد مسلم. افتتح هذه الندوة الفكرية مدير المهرجان العالمي لفن العرائس الطاهر العجرودي، الذي لفت الانتباه إلى أهمية دور المتطوعين وعددهم خمسون شابا وشابة من ميدان الفنون في نجاح المهرجان وتحدي الصعاب المادية الراجعة لضعف ميزانية المهرجان كما نادى الطاهر العجرودي مع ذلك بضرورة مواصلة إقامة التظاهرات في كامل البلاد وخصوصا المناطق الداخلية المحرومة من النشاطات الفنية والمهمّشة ثقافيا. من جهة أخرى طالب الحاضرون في هذه الندوة وبالإجماع على ضرورة إنشاء اتحاد عالمي يعنى بفن العرائس فيما أشار المسرحي شكري البحري إلى مسألة غياب مصلحة في وزارة الثقافة تهتم بهذا الاختصاص(مسرح العرائس أو مسرح الطفل) كغيره من الفنون الركح. وقد أكد أصحاب المداخلات خلال الندوة الدولية «النصّ في مسرح العرائس بين الحكاية والبيداغوجيا « على أهميّة هذا الفن في تطوير ملكات أطفالنا كما اعتبروه نشاطا ثقافيا موجّها للجميع دون استثناء ومن ناحيته أصرّ المسرحي الفرنسي «بيار كاتينو» صاحب عرض «حدود» وأحد المحاضرين في الندوة على أن فن العرائس هو فعل مسرحي بدرجة أولى هدفه المساءلة قبل أن يكون وسيلة تعليمية فيما قدم الأستاذ مصطفى أبو هنود في مداخلته التي حملت عنوان «هل مسرح الدمى والعرائس ينتمي للبيداغوجيا؟» الجذور التاريخية لهذا الابداع وقال في ذات السياق:» مسرح العرائس فن أصيل وقد يكون الفن الوحيد الأكثر أصالة في الظاهرة المسرحية عند العرب التي لم تكن موجهة للأطفال لا من باب الترفيه ولا من باب التعليم بل كان فنا ناقدا وساخرا يوجه نقده للسلطات الثلاث السياسية والاقتصاد والدين مما أدى إلى اضطهاد هذا الفن». وتجدر الاشارة في هذا الاطار إلى أن الدورة الأولى من المهرجان العالمي لفن العرائس (الذي يعتبر الأول من نوعه في تونس والعالم العربي) برمجت إلى جانب الندوة الدولية المتزامنة مع الاحتفال باليوم العالمي لفن العرائس الموافق ل21 مارس عدد من الورشات التكوينية لفائدة طلبة الفنون الدرامية والفنون الجميلة وهواة مسرح العرائس كما شارك في هذه التظاهرة عدد من الضيوف العرب والأجانب من مصر والأردن والعراق وفرنسا وجورجيا واستضاف المهرجان في مجال الموسيقى والغناء الفنان ياسر جرادي الذي غنى لحدود الساعات الأولى من ليلة عيد الاستقلال صحبة ضيوف نيابوليس» مرددين «الشعب يريد مسرحا».