أكد السيد عبد الرؤوف الغرياني رئيس الغرفة النقابية الوطنية لتجارة البذور والمشاتل التابعة لاتحاد الأعراف «للشروق» ان كل الظروف مهيأة لتوفير طلبات المواطنين من الخضراوات خلال شهر رمضان المعظم الذي يتزامن حلوله مع منتصف أكتوبر الحالي. وقال ان المهنة وفرت الكميات اللازمة من البذور والمشاتل بطلب من الدولة لكافة الفلاحين بجميع المناطق دون استثناء كما تم توزيع كميات أخرى من البذور والمشاتل على صغار الفلاحين مجانا في اطار البرنامج الرئاسي الذي يقضي بتوسيع مساحة الخضروات المزروعة إلى حدود 1800 هكتار وهو ما ينبأ بموسم طيب للغاية. كما ساعدت الظروف المناخية التي اتسمت مؤخرا بانخفاض درجات الحرارة ليلا وشبه غياب لما يعرف «بقوايل الرمان» وهو ما سينعكس ايجابا على جودة الخضروات وخصوصا الخضروات الورقية مثل السلق و»المعدنوس» و»السلاطة». ولم ينف رئيس الغرفة في المقابل امكانية تسجيل ونقص طفيف في بعض الخضروات في السوق خلال رمضان وخصوصا الجلبانة والبسباس وذلك لسبب بسيط وهو أن رمضان هذا العام سيكون سابقا زمنيا لموسم هذه الخضروات الشتوية بالأساس. وقال إننا نعول على تفهم المستهلك لهذه المسألة التي تخرج على نطاق المنتجين وندعوه إلى قراءة حالة السوق والتزويد والتعامل معها بصفة واقعية وموضوعية وليس من منطلق استهلاكي ومطلبي لا يراعي الظروف الطبيعية والمناخية الحقيقية للانتاج. وشدد السيد الغرياني الذي يشغل أيضا خطة رئيس المنظمة الافريقية وعضو بمجلس إدارة المنظمة العالمية لتجارة البذور والمشاتل على أنه ليس هناك ما يدعو المستهلك التونسي إلى اللهفة خلال رمضان المقبل بل إن المطلوب منه هو ترشيد الاستهلاك في هذا الشهر المبارك حتى تحافظ السوق على توازنها وحتى يمكن تجنب ابتزاز السماسرة والمغاربين الذين يستغلون حالات الارباك ونقص بعض المواد لمصالحهم الخاصة بعمليات الاحتكار والتلاعب بالأسعار والترفيع المفرط فيها على حساب المستهلك والمنتج وكل من يدخل في حلقة الانتاج والاستهلاك والتوزيع المنظم للمنتوجات. إكبار وأبرز السيد عبد الرؤوف الغرياني من ناحية أخرى أن لتونس استراتجية وطنية واضحة لانتاج وإكبار بعض أصناف البذور والمشاتل مثل بذور البطاطا ولكنه قال إن هذه الاستراتيجية لا يمكن أن تشمل كافة أصناف البذور فهذا أمر مستحيل بحكم تشعب قطاع البذور. ونفى في هذا السياق أن تكون لتونس خاصية انتاج بذور الدلاّع على وجه الخصوص. وعن أسباب التراجع الكبير في حجم انتاج بعض أصناف المنتوجات المحلية القديمة المعروفة بجودتها العالية (مثل الدلاع القديم) قال إن المنتجين قد عزفوا على زراعة مثل هذه الأصناف نظرا لمردوديتها وانتاجيتها الضعيفة التي لم تعد تتلاءم مع واقع السوق وحجم الطلب كما أنه لم يتم تجديد بذور هذه الأصناف وتطويرها وإن البحث يجري حاليا في مستوى مراكز البحث العمومية والخاصة لاكثار هذه البذور. واختتم رئيس الغرفة الحديث بدعوة الفلاحين إلى أصناف البذور الممتازة والمراقبة من طرف مصالح وزارة الفلاحة وتجنب اقتناء البذور من الفضاءات غير المراقبة مثل الأسواق الأسبوعية وتجنب تبادل الفلاحين للبذور فيما بينهم وذلك لتفادي مشاكل الانتاج ونقصه وأيضا لتفادي تزويد السوق والمستهلك بمنتوجات ذات جودة رديئة.