مازالت أزمة مادة البيض متواصلة، في ظل ارتفاع أسعارها من جهة، وعدم توفرها من جهة أخرى، رغم أن وزارة التجارة، بصدد ضخ 5 ملايين بيضة في السوق، الذي يشهد اضطرابات في هذه الفترة. تونس (الشروق) وقد اتهم شكيب التريكي رئيس الجامعة التونسية لمنظومة الدواجن والفلاحة في تصريح ل»الشروق» وزارة التجارة بإدخالها البلبلة في السوق، بعد تسعيرها للبيض ب840 مليما، دون التنسيق مع المهنيين، مضيفا أن سعر كلفة البيضة في حدود 192 مليما دون احتساب هامش الربح. وأكد التريكي أن وزير التجارة استند الى الفصل 96 الذي ينص على تسعير أي منتوج فيه شطط في الأسعار، مضيفا أنه منذ أشهر أطلق صيحة أن قطاع الدواجن في أزمة خانقة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ومنظومة الانتاج تتهاوى، وأن مربي الدواجن، من حقهم المحافظة على استمرارية مؤسساتهم عبر المحافظة على هامش الربح. المطالبة بدعم البيض وتابع محدثنا أن الهياكل المهنية تطالب بالجلوس على طاولة الحوار مع الوزارات المعنية للتباحث حول كلفة الانتاج، مطالبا بتسعير البيض ب900 مليم لإخراج القطاع من أزمته المالية الخانقة، موضحا أن عددا من المهنيين مهددين بالإفلاس. ولم يعودوا قادرين على مجابهة ارتفاع أسعار الأعلاف التي قال إنها ارتفعت في ثلاث مناسبات بسبب انهيار الدينار. وقال محدثنا إنه يجب المحافظة على استمرارية منظومة الدواجن حتى لا يقع تهديدها، خاصة أنها الوحيدة التي توفر البروتينات للمستهلك التونسي، الذي لم يعد قادرا على شراء اللحوم الحمراء والأسماك بسبب غلاء أسعارها، داعيا هياكل الدولة الى دعم قطاع الدواجن اذا ما كانت تريد الابقاء على سعر البيض ب840 مليما. وأكد محدثنا أن المضاربين والمحتكرين استغلوا الاضطرابات الحاصلة في السوق من أجل بيع البيض بأسعار غير قانونية، داعيا الوزارة الى الاستماع الى مشاغل المهنيين وإيجاد الحلول المناسبة لهذا القطاع. التسعيرة...خط أحمر من جهته، أكد سليم سعد الله رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك في تصريح ل»الشروق» أن المنظمة أطلقت صيحة فزع منذ شهر جوان الماضي، بعد ارتفاع أسعار البيض، التي كانت في حدود 660 مليم، لتتحرك الوزارة وتقوم بتسعيرها ب840 مليما. وقال سعد الله إن الطبقة المتوسطة والضعيفة أصبحت محرومة من البروتينات التي توفرها مادة البيض، مضيفا أن العديد من العائلات مدخولها ضعيف. ولم تعد قادرة على اقتناء البيض بالتسعيرة الحالية، مضيفا أن عددا من التونسيين أصبحوا مهددين بالجوع بسبب الغلاء الفاحش لأسعار المواد الاستهلاكية. تجاوزات وقال محدثنا إن المنظمة بلغتها العديد من التشكيات من قبل المواطنين الذين اضطروا الى اقتناء مادة البيض بأسعار تصل الى دينار، بتعلة أنها مفقودة وغير متوفرة في حين أن البيض المعلب متوفر بأسعار باهظة. ولا تستجيب للقدرة الشرائية للمواطن. وقال محدثنا إن أزمة البيض مكنت المحتكرين من الدخول على الخط لاحتكار البيض وضخه في السوق بأسعار غير قانونية، داعيا مصالح وزارة التجارة الى مزيد تكثيف حملات المراقبة من أجل ردع المخالفين، مؤكدا أن ما يثير نقاط الاستفهام أن المواد غير المدعمة متوفرة، من ذلك الحليب الدسم والبيض المعلب والسكر المعلب في حين تنقطع المواد المدعمة على غرار الحليب نصف الدسم والبيض والسكر والزيت المدعم. تدخل...لكن من جانبها أكدت بسمة الطرابلسي مديرة التجارة الداخلية بوزارة التجارة في تصريح ل»الشروق» أنه من المنتظر عقد اجتماع بين وزير الفلاحة ووزير التجارة للتباحث حول أزمة البيض وكيفية تعديل السوق بهذه المادة موضحة أن عملية ضخ كميات من مادة البيض بالسوق مازالت جارية لتخفيف الضغط على هذه المادة. وتابعت محدثتنا أن الطلب على مادة البيض تضاعف هذه الفترة، لاقتراب موعد رأس السنة الميلادية الذي يتزايد فيه استهلاك هذه المواد لتحضير المرطبات والحلويات، يضاف الى ذلك ارتفاع عدد السياح في تونس وخاصة بالجنوب التونسي حسب الطرابلسي.وأكدت أنه جاري ضخ 5 ملايين بيضة من المخزون التعديلي بالجهات التي تشهد نقصا. وهي تونس الكبرى خاصة. وقالت محدثتنا إنه قريبا ستنتهي أزمة البيض وإنه سيتم التباحث حول الحلول المقترحة للترفيع في إنتاج البيض لمزيد النهوض بالمخزونات التعديلية، للتدخل في المستقبل اذا ما شهد السوق أي اضطراب.