لن ابالغ عندما اصف 2018 بالسنة الأكثر سوءا في تاريخ التعليم في تونس للتلاميذ والطلبة واوليائهم بسبب كثرة الإضرابات والصدامات بين سلط الاشراف ونقابات التعليم. تونس الشروق : نزيهة بوسعيدي عشنا ضغطا نفسيا جراء تمسك الاساتذة بعدم ارجاع الامتحانات خلال شهر مارس الماضي ومقاطعة اجرائها خلال الشهر الحالي هذا إضافة الى تواتر الاحتجاجات من قبل الأساتذة لدفع الحكومة الى الاستجابة لمطالبهم التي رأت فيها سلط الاشراف ( وزارتي التربية والتعليم العالي ) غلوا مطلبيا في ظل ازمة موارد مالية غير مسبوقة تعيشها تونس وتتطلب بعض الصبر من الجميع . احتجاجات وغضب تتالي الاحتجاجات والاضرابات جعلت الاولياء في حيرة من امرهم ويعيشون تحت الضغط العالي بسبب اضطرابات التعليم المتواصلة وتصاعد وتيرة الشد والجذب بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم . ودافعت الجمعية التونسية للاولياء والتلاميذ بمالديها من إمكانيات متواضعة عن حق الاولياء في تعليم أبنائهم في ظروف جيدة وعن حق التلاميذ في تعليم ذي جودة كما كان زمن الزعيم الراحل حبيب بورقيبة حيث كانت البكالوريا التونسية مفخرة في العالم. وعبرت المنظمة عن الاستياء من تواصل التوتر بين الوزارة والنقابة واصدرت البيانات ودعت الى الوقوف في وجه كل من يفكر في ضرب التعليم العمومي في تونس. ومن رحم الضغط ولدت حركة أولياء غاضبون لتعبر عن صوت الولي الذي يدفع الغالي والنفيس لأجل تعليم أبنائه وهو مستاء جدا من جعلهم رهائن لدى الأساتذة ونظموا تحركات عديدة امام مجلس النواب وامام وزارة التربية …وامام المسرح البلدي بالعاصمة وكذلك في جهات أخرى على غرار سوسة وصفاقس ورفعوا شعارات :»ابناؤنا خط احمر ابناؤنا ليسوا رهائن « ونددوا بما قام به الاساتذة من حجب للأعداد في مرحلة أولى ومقاطعة الامتحانات في مرحلة ثانية لتمر الثلاثية بيضاء . وفي المقابل نظمت الجامعة العامة للتعليم الثانوي يوم غضب الموافق ل19 ديسمبر وخرجوا باعداد هامة امام الوزارة وبساحة محمد علي وواصلوا المطالبة بتحسين وضعهم المادي وتطبيق كل ماجاء في الاتفاقيات الممضاة والتلويح بثلاثية ثانية بيضاء في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. تدحرج المستوى والخاص مستفيد يتواصل تدحرج التعليم ببلادنا سنة عن أخرى إذ وفقا لمنتدى دافوس تراجعت تونس ب 63 مركزا في غضون سبع سنوات حيث كانت في المرتبة 32 ضمن تصنيف 2010 2011 وتراجع تبعا لذلك مؤشر المعرفة إذ احتلت تونس المرتبة 9 عربيا و82 عالميا وذلك راجع لعدة أسباب لعل أهمها تعطل مشروع اصلاح المنظومة التربوية وتراجع قيمة المربي مع كثرة الاحتجاجات وتراجع قيمة الشهادة العلمية في سوق الشغل وأصبحت البلدان الافريقية التي عاشت صراعات وحروبا أفضل من حالنا بكثير. واضافة الى تراجع قيمة التعليم ومكانتها معرفيا انقطع عن التعليم بالمدرسة العمومية اكثر من 100 الف تلميذ ليتحول الى مشكل حقيقي بالنسبة للدولة العاجزة عن إيجاد الحلول لنسبة قليلة منهم . وفي المقابل أصبحت المدارس الخاصة ملاذا للكثيرين حيث عمد بعض الاولياء الى التداين لدى البنوك وبيع منازلهم ليلتحق ابناؤهم بها وبالتالي تجنيبهم الهنات الكثيرة التي باتت عالقة بالمدرسة العمومية وضاقوا ذرعا بتحمل المزيد من التصعيد وحالة الصدام التي أصبحت ازلية بين الوزارة والنقابات حتى ان المتابعين للشأن التربوي يتهمون أطرافا بعينها بضرب التعليم العمومي لصالح التعليم الخاص وذلك بعد ان كانت ألمانيا تناظر البكالوريا التونسية بالألمانية وتخصص تبعا لذلك صفا خاصا للتونسيين دون سواهم لتعلم اللغة الألمانية في سنة واحدة قبل الالتحاق بجامعاتها وهذا الامتياز تم الغاؤه بسبب تقهقر المستوى التعليمي ببلادنا . المربون والعنف لما اهتزت صورة المربي في عيون التلامذة ولم يعد ذلك الشخص الذي يهابه التلميذ بمجرد رؤيته في الشارع فيغير الاتجاه ويحترمه الولي لانه الاب الثاني لابنه ويطالب بجلده ان لزم الامر لما يخطئ ارتفع منسوب العنف الموجه ضدهم حيث تم تسجيل 1200 اعتداء خلال السنوات الثلاث الأخير وهو عدد استاءت منه نقابات التعليم وطالبت بتفعيل قانون تجريم الاعتداء على المؤسسات التربوية والعاملين بها وهو واحد من المطالب التي يضربون منذ بداية 2018 لاجلها. والتعليم العالي ليس بأفضل حال من التعليم الثانوي فهذا الخير عرف ازمة غير مسبوقة نهاية السنة الجامعية الماضية وصلت حد مقاطعة الامتحانات والتهديد بسنة بيضاء وأعلن إتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين «إجابة» الدخول في اضراب دوري بثلاثة أيام نهاية نوفمبر الماضي وبلوغ مرحلة حجب الاعداد بسبب عدم الحسم لا في النظام الأساسي ولا في احترام سلّم التأجير ولا في انتداب الدكاترة المعطلين عن العمل ولا في الإصلاح الجامعي بعد مضيّ أكثر من 5 أشهر على اتفاق 7 جوان 2018 داعيا كل الجامعيين إلى مواصلة النضال «للدفاع عن كرامتهم وتفعيل حقوقهم المؤجلة منذ سنوات». وعموما كل المؤشرات سلبية وكل الأفق مسدودة في التعليم ولكن لايجب ان يبقى الحال على ماهو عليه ولابد من الانطلاق في برنامج الإصلاح من داخل منظومتنا وبواسطة خبرائنا وليس وفقا للا ملاءات الخارجية مع الحفاظ على التعليم العمومي كقاطرة نحو تونس افضل. أرقام ودلالات حافظت تونس على ترتيبها في المركز 95 من مجموع 137 بلدا بحصيلة ناهزت 3٫93 من 7 ضمن التصنيف السنوي حول القدرة التنافسية الاجمالية 2017 2018 لمنتدى دافوس احتل التعليم التونسي المرتبة 84 في جودة التعليم احتلت تونس المرتبة 9 في مؤشر المعرفة