مثلت إعادة بناء حزب حركة نداء تونس بشكل مماثل للعملية التي تمت في 2012 حلم الكثيرين من أبناء الحزب المنشقين عنه أو الذين واصلوا التواجد فيه الى جانب طيف كبير من العائلة الوطنية الديمقراطية إلى اليوم. تونس الشروق: تعتبر عملية بناء حركة نداء تونس سنة 2012 والتي تمكن مؤسسوها حينها من تحقيق التوازن في الحياة السياسية رغم الصعوبات لتي فرضتها تلك المرحلة حلما أصبح يراود الكثير من السياسيين منذ بداية سنة 2014 وبداية تصدع ذلك الحزب بعد خروج مؤسسه الباجي قائد السبسي. محاولات فاشلة وبعيدا عن الصراعات التي مزقت الحزب وطبيعتها فان تأسيس حركة نداء تونس وتمكنه من الفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت وجيز وقياسي في تونس جعلت الكثير من القيادات السياسية وحتى الأحزاب المنتمية الى العائلة الوسطية الديمقراطية تفكر في إعادة تلك التجربة من أجل إيجاد كيان سياسي قادر على تحقيق التوازن في الانتخابات المقبلة. وانطلقت المحاولات مع حزب حركة مشروع تونس الذي أسسه القيادي المنشق عن نداء تونس محسن مرزوق وكان الهدف الأساسي هو إعادة تأسيس حزب جديد يقوم على الفكرة التي قام عليها نداء تونس وهي تجميع العائلة الوسطية الديمقراطية الحداثية في كيان سياسي موحد. وبعد سنوات من تأسيس الحزب تبين انه نجح في تكوين حزب جديد لكنه فشل في خلق ذلك الكيان الذي حلم به مرزوق ومن كان معه من المستقيلين من حركة نداء تونس بل انه عجز حتى على ان يكون الحزب الثاني في البلاد مع تواصل ما تبقى من نداء تونس في المرتبة الثانية بعد النهضة. وكانت هناك محاولة أخرى قام بها سعيد العايدي مؤسس حزب بني وطني إلى جانب المحاولة التي قام بها القيادي المنشق عن النداء رضا بالحاج والذي أسس حزب تونس أولا لكن كلا التجربتين لقيتا نفس المصير الذي لقيه حزب المشروع مع درجة نجاح متفاوتة في تأسيس رقم جديد في الساحة الحزبية أي انهم فشلوا في تكوين ذلك الكيان الجامع للعائلة الوطنية الوسطية. اليوم ومع اقتراب الانتخابات التشريعية والرئاسية 2019 مازال الحلم يراود الكثيرين سواء ممن حاولوا سابقا مثل محسن مرزوق ورضا بالحاج الذي عاد الى النداء الأصلي وسعيد العايدي وغيرهم من القيادات السياسية التي تدور حول النداء يضاف اليهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي كان أطلق مبادرة في حواره الأخير من اجل تجميع العائلة الوطنية الوسطية. عقدة التأسيس ان التركيبة السياسية التي توصل اليها الباجي قائد السبسي في تأسيسه للنداء سنة 2012 أصبحت تمثل عقدة السياسيين المحيطين بالنداء حيث أنهم فشلوا في تطبيق تلك الوصفة التي جمعت سياسيين من تيارات متقاربة الدساترة واليساريين والنقابيين وحتى التجمعيين ومستقلين ينتمون كلهم الى العائلة الوسطية الديمقراطية. ولم يخف من حاولوا النسج على منوال تجربة الباجي طموحهم في تكوين ذلك الكيان الجامع والقادر على تحقيق التوازن بما ان تجارب تكوين الأحزاب فشلت في تلك المهمة وهذا ما اقروا به جميعا أيضا كما يعتبر ذلك العنصر هو المعطل الأساسي في مشروع رئيس الحكومة الحالي حيث انهم أصبحوا على قناعة بان النجاح لن يكون في إضافة رقم جديد الى قائمة الأحزاب وإنما في تجميعها في نفس «الوعاء». لقد مثل النداء التاريخي محطة فارقة في المشهد السياسي التونسي حيث تمكن من تجميع عدة أطراف وجعل منهم القوة الأولى في المشهد في ظرف وجيز لكنه لم يؤسس لمشروع دائم وهو ما جعله يتفتت لكن حتى عملية التأسيس أصبحت اليوم مجرد حلم للعائلة الوسطية في تونس خاصة مع اقتراب الانتخابات وضيق الوقت الذي يتطلبه إنجاح أي تجربة جديدة فهل يتجاوز الندائيون عقدة النداء التاريخي؟ أم يظل مجرد حلم مشروع تمنع تحقيقه عقدة الزعامة وغياب الظروف التي توفرت في 2012؟. محاولات التأسيس الجديد محسن مرزوق: حزب المشروع رضا بالحاج: حزب تونس أولا سعيد العايدي: حزب بني وطني يوسف الشاهد: «دعوة الى تجميع العائلة الوطنية»