رغم التأكيد على أن الإعلان عنه سيكون مع مطلع العام الجديد إلا أن بوادر ضبابية بدأت تظهر حول المشروع السياسي الجديد الذي تقف وراءه الكتلة البرلمانية الجديدة « الائتلاف الوطني» ونسبهُ البعض لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. تونس الشروق: لم تتضح الرؤية حول موعد الاعلان عن المشروع السياسي الجديد الذي تردد حوله كلام كثير طيلة الأشهر الماضية. كما تحوم ضبابية حول من سيترأس هذا الحزب بعد أن أكد البعض انه لن يكون غير يوسف الشاهد. موعد الاعلان في البداية تم التأكيد على أن الاعلان عن هذا المشروع السياسي الجديد سيكون مع مطلع السنة الجديدة ثم أصبح الحديث عن منتصف جانفي وفي ما بعد عن موفى جانفي قبل أن يصرح مؤخرا رئيس الكتلة البرلمانية «الإئتلاف الوطني» مصطفى بن أحمد أن المشاورات حول هذا المشروع الجديد مازالت متواصلة بعد استكمال اللقاءات التأسيسية الجهوية التي لم ينعقد منها إلى حد الآن سوى 5 في انتظار استكمال 19 لقاء آخر ( على مستوى كامل ولايات الجمهورية) وهو ما يعني أنها ستمتد إلى فترة أطول من شهر جانفي. وكل ذلك من شأنه أن يزيد من ضغوطات عامل الوقت على هذا المشروع الجديد خصوصا في علاقة بالاستعداد الامثل للانتخابات القادمة المنتظر تنظيمها مبدئيا موفى العام الجاري. رئاسة الحزب على صعيد آخر برزت الضبابية أيضا على مستوى الرئاسة المنتظرة لهذا المشروع السياسي الجديد. فبعد ان تردد ان يوسف الشاهد هو الأقرب لتولي رئاسة هذا الحزب خاصة بعد صراعه الأخير مع حزبه الاصلي نداء تونس وقرار هذا الاخير تجميد عضويته، إلا ان مصطفى بن أحمد قال ايضا في تصريح لإذاعة «شمس آف آم « أنه لم يتم عرض موضوع رئاسة الحزب الجديد المنتظر تكوينه على يوسف الشاهد مؤكدا إن هذا الأخير قد يكون وقد لا يكون رئيس الحزب وذهب أبعد من ذلك بالقول أن «الأحزاب المبنية على أشخاص لا أفق لها». النداء التاريخي تعطل الإعلان عن المشروع السياسي الجديد المحسوب على كتلة الائتلاف الوطني وعلى يوسف الشاهد يفسره عديد المتابعين بالقول أن بعض الأطراف المعنية به قد تكون فكرت في مراجعة بعض الحسابات التي وضعتها في البداية. فما أصبح يدور مؤخرا حول مبادرات «تجميع العائلة الوطنية الوسطية التقدمية» قد يكون دفع بالواقفين وراء المشروع السياسي الجديد إلى «فرملة» تحركاتهم وانتظار ما ستفرزه التطورات على الساحة السياسية. حيث ظهرت مؤخرا دعوات لإعادة إحياء «النداء التاريخي» أي نداء 2012 كما أسسه الباجي قائد السبسي خاصة بعد عدم النجاح السياسي الذي رافق المكونات السياسية التي انشقت عنه وكونت في السنوات الاخيرة مشاريع سياسية جديدة، أبرزها «مشروع تونس»(محسن مرزوق) و»بني وطني (سعيد العايدي) و»تونس أولا» ( رضا بلحاج) ثم ظهر التوجه نفسه على يوسف الشاهد من خلال ما تردد عن مشروعه السياسي الجديد. فرضا بلحاج عاد إلى نداء تونس ومحسن مرزوق أعلن مؤخرا ( في حواره مع «الشروق») مبادرة إعادة بناء النداء التاريخي ويوسف الشاهد تحدث في حواره التلفزي الأخير عن مبادرة إعادة تجميع العائلة الوسطية الديمقراطية وسط حديث في الكواليس عن عدم الانفصال النهائي والتام بينه وبين النداء وعن بقاء أبواب المصالحة بينهما غير مُوصدة تماما. وهوما يؤكد حصول قناعة لدى هؤلاء بأن محاولة الانفراد بتكوين كيان سياسي جديد على شاكلة النداء التاريخي هو في الأخير مغامرة غير مضمونة النتائج سياسيا وانتخابيا .. مشاورات هذه التطورات، عند ربطها بالتعطيل الحاصل على مستوى الاعلان عن المشروع السياسي الجديد والضبابية المحيطة برئاسته، قد تشير في رأي المتابعين إلى أن تطورات أخرى بصدد الحصول في الكواليس، من الأرجح أنها على شاكلة مشاورات بين مختلف الأطراف المعنية ب"إعادة بناء النداء التاريخي" أو بمبادرة « إعادة تجميع العائلة الوسطية الديمقراطية» في مقدمتها محسن مرزوق وقد يكون يوسف الشاهد أحد المعنيين بها إلى جانب قيادات أخرى مازالت إلى اليوم منتمية إلى النداء أو التي انفصلت عنه، بما في ذلك أعضاء الحكومة، أو المنتمية إلى كتلته البرلمانية أو التي خرجت منها نحو كتلة «الائتلاف الوطني»، ما قد يدفع بيوسف الشاهد إلى العدول عن تكوين مشروع سياسي جديد.