لن يغفر التاريخ لحكومة «الترويكا» في تونس جريمتها في حق الدولة وفي حق اجيال تونس عندما اتخذت قرارا في فترة حكمها بتخفيض قياسي في الميزانية والموارد المخصصة لمقاومة الأمية واعتبرت ان برنامج تعليم الكبار حينها ربما من برامج الفساد. في السنوات الاخيرة وبعد حكم ً الترويكا ً ارتفعت معدلات الأمية في تونس بشكل لم يسبق له مثيل حتى بلغ هذا المعدل في بعض المدن والقرى اكثر من 50 بالمائة على غرار بعض قرى وارياف مدينة القيروان التي كانت على مر تاريخها الطويل والعريق مدينة للعلم والمعرفة والفكر ... المعدل الوطني للأمية في تونس فاق الان 20 بالمائة مما يعني ان قرابة ربع سكان تونس هم من الأميين والذين يجهلون القراءة والكتابة وترتفع هذه النسبة خاصة في مناطق الشمال الغربي والوسط وفي القرى والمدن التي تعرف بكثافتها السكانية العالية ... ويضاف لجحافل الأميين في تونس اكثر من 100 الف من الأطفال والتلاميذ الذين يغادرون مقاعد الدراسة سنويا ويطردون من المدارس ويلتحقون بصفوف الأميين .... لابد ان نعترف بالحقيقة الان وهي اننا نعيش في دولة الأمية... دولة حوالي ربع سكانها يجهلون القراءة والكتابة في الوقت الذي يخرج حكامها علينا ليتحدثوا عن الثورة العلمية ويبشرون بعصر التطورات العلمية .... نظام التعليم في تونس متهم بانه احد اهم أسباب انتشار الأمية في تونس ولابد من اصلاحه ومراجعته بشكل فوري اليوم نحتاج فيه الى برامج وتصورات ومبادرات جديدة لمحاربة الأمية في قرى ومدن وارياف تونس .... الوزير محمد الطرابلسي قال الحقيقة امام الجميع وكشف المأساة التي كان يخفيها البعض لكن لابد من الوقوف معه. على الحكومة ان توفر له كل الإمكانيات لإنقاذ الموقف ... سنحتاج الى الكثير من الوقت حتى نخلّص ملايين التونسيين من افة جهل القراءة والكتابة في وقت تعرف فيه بلدان كثيرة كنّا في سنوات مضت أفضل منها قفزات عملاقة في طريق المعرفة والتقدم ... من العار ان يكون ربع الشعب التونسي اميا وجاهلا بالقراءة والكتاب ومن العار ايضا ان يهاجر من تونس كل يوم وكل شهر وكل سنة آلاف الأطباء والمهندسين والجامعيين والمتعلمين ولايبقى فيها سوى الأميين منتشرين في القرى والارياف والمدن.....