على الرغم من ان الدراما التونسية تطورت في السنوات الأخيرة الى الأفضل وخرجت من الصورة النمطية المتمثلة في الصراع بين الريف والمدينة والسيناريوهات المتكررة والمتشابهة احيانا ، وهوما يحسب لها خاصة من خلال تنوع وتطور الكتابة والصورة والإخراج الا ان هذا التطور افقدها الروح والهوية التونسية فهذه السيناريوهات الجديدة رغم تميز بعضها الا انها اثارت الانتقادات حتى ان البعض من المتابعين لها يراها دخيلة على التونسي وعاداته وتقاليده ... وان يعتبر الوقت مبكرا عن الحديث حول الدراما التونسية المرتبطة فقط بشهر رمضان فإن ما دفعني للكتابة حول هذه الأعمال القديمة والجديدة هوالإقبال الكبير على المسلسلات التي انتجتهاالتلفزة التونسية سنوات التسعينات وحتى العشرية الأولى من هذه الألفية والتي تعيد الوطنيتين الأولى والثانية بثها باستمرار على غرار "شرع الحب" و "العاصفة" و"الدوار" و "غادة" و"الخطاب على الباب "وغيرها من الأعمال الناجحة التي اصبحت من الذاكرة التونسية ورغم مرور سنوات على انتاج هذه الأعمال فهي تثير في المشاهد ذاك الحنين الى الزمن الجميل عندما كانت هذه الأعمال الدرامية تعكس صورة العائلة التونسية بإيجابياتها وسلبياتها فهذه الأعمال تعد المرآة العاكسة لشخصية التونسي سواء كان الأب اوالأم اوالأخ اوالزوج كما انها تصور التونسي في حياته اليومية والعائلية وفي علاقاته وفي طريقة عيشه سواء كان في الريف اوفي المدينة كل ذلك يتلخص في 15 حلقة من مسلسل درامي تنتجه التلفزة التونسية مرة في السنة وينتظره المشاهد طوال السنة لذلك نجد تفسيرا اليوم لهذا الإقبال الكبير على هذه الأعمال الدرامية . وان كان من الجيد ان نشهد تطورا ملحوظا في السيناريوهات الدرامية التونسية مواكبة للعصر ولتطور حياة التونسي بصفة عامة فلا سوء في ان تنتج التلفزة التونسية أعمالا تعبر عن الذات التونسية الأصيلة وعن هويته التي يشعر احيانا انه فقدها . ولسائل ان يسأل لماذا لا يتم التعامل مع مخرجين وكتاب سيناريوعرفت معهم الدراما التونسية النجاح الكبير على غرار عبد القادر الجربي وعلي اللواتي وصلاح الدين الصيد وعلي منصور وغيرهم من الأسماء التي خلدت انجح الأعمال .لكن دون التخلي عن المخرجين والكتاب الشبان الذين يعدون جيل المستقبل !