من اشهر المراكز الثقافية في العواصم العربية و منها تونس ، معهد غوته الألماني الذي يعود في تسميته الى الكاتب الألماني الشهير يوهان فولفغانغ فون غوته ، و نظرا للمكانة الأدبية التي يتمتع بها لدى الشعب الألماني تم إطلاق اسمه على سلسلة المراكز الألمانية للثقافة من اجل نشر الثقافة الألمانية في شتى أنحاء العالم . و يوهان فولفغانغ فون غوته هو أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين، والذي ترك إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية، وكان له بالغ الأثر في الحياة الشعرية والأدبية والفلسفية، وما زال التاريخ الأدبي يتذكره بأعماله الخالدة التي ما زالت أرفف المكتبات في العالم تقتنيها كواحدة من ثرواتها، وقد تنوع أدب غوته ما بين الرواية والكتابة المسرحية والشعر وأبدع في كل منها، واهتم بالثقافة والأدب الشرقي واطلع على العديد من الكتب فكان واسع الأفق مقبلاً على العلم، متعمقاً في دراساته. ولد غوته في الثامن والعشرين من اوت عام 1749 بمدينة فرانكفورت بألمانيا، كان والداه ميسوري الحال، والده هو يوهان كاسبار غوته، وكان جده يعمل حائكاً أما جدته فكانت تملك فندقاً، وهو الأمر الذي جعل العائلة في سعة من العيش لم يكن غوته مجرد شاعر عادي يسجل خواطره وأفكاره من خلال قصائده الشعرية، وكتبه الأدبية، بل مال إلى التبحر في شتى العلوم، فأنكب دارساً العلوم والفنون المتنوعة مثل الرياضة والرسم والشعر والموسيقى والتصوير، كما قام بدراسة النبات والطب والهندسة والحقوق والسياسة مما قاله غوته في وصفه للغة العربية « ربما لم يحدث في أي لغة هذا القدر من الانسجام بين الروح والكلمة والخط مثلما حدث في اللغة العربية، وإنه تناسق غريب في ظل جسد واحد»، وقد عكف غوته على دراسة الشريعة الإسلامية دراسة متعمقة، وأطلع على الأشعار والملاحم العربية وتأثر بعدد من الشعراء مثل المتنبي، وقام بإدراج بعض من ملامح أشعاره في روايته «فاوست»، كما تأثر بأبي تمام، والمعلقات السبع فقام بترجمة عدد منها إلى اللغة الألمانية عام 1783 بمساعدة معلمه هيردر، وقرأ لفحول الشعراء مثل امرئ القيس، طرفة بن العبد، عنترة بن شداد، زهير بن أبي سلمى وغيرهم، وكانت للأشعار والمفردات العربية تأثير بالغ على أشعار وأدب غوته. من مؤلفات غوته آلام الشاب فيرتر 1774 (رواية في شكل رسائل) و المتواطئون 1787 (مسرحية هزلية) و جوتس فون برليشنجن ذو اليد الحديدية 1773 (مسرحية) و بروميتيوس 1774 (قصائد) و كلافيجو 1774 (مسرحية مأساوية) و إيجمونت 1775 (مسرحية مأساوية) شتيلا 1776 (مسرحية) و إفيجينا في تاورس 1779 (مسرحية) و توركواتو تاسو 1780 (مسرحية) و فاوست (ملحمة شعرية من جزأين) و من حياتي..الشعر والحقيقة 1811/ 1831 (سيرة ذاتية) و الرحلة الإيطالية 1816 (سيرة ذاتية عن رحلته في إيطاليا) و المرثيات الرومانية 1788/ 1790 (قصائد) … جاءت وفاة غوته في الثاني والعشرين من ماي 1832 بفيمار، وهو في الثانية والثمانين من عمره، وذلك بعد أن أثرى المكتبة الألمانية والعالمية بالعديد من المؤلفات الأدبية القيمة