السبت 16 فيفري كان استثنائيا في مدينة الشابة الهادئة، مدينة يحتضنها البحر ضجت بالإبداع التشكيلي من خلال معرض وطني ذي طابع خصوصي على اعتبار أنه جاء تمهيدا وحجر الأساس للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية في دورته الأولى في جويلية القادم بعد غياب عديد الأسباب . راهنت « جمعية الشابة للفنون والمحيط» على أن تكون اليد الطولى لإعادة الألق الى هذا المهرجان بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بولاية المهدية والعديد من الأطراف المؤمنة بالفعل الثقافي الجاد الذي يكتب الحياة في أجل وأبهى مظاهرها. وينتصر للفكر النير الذي يتوق الى معانقة الشمس. أكثر من 43 فنانا تشكيليا حطوا الرحال في مدينة الشابة الهادئة ...وقدموا من صفاقس وجربة والمهدية والمنستير والمحرس ليلتقوا صفوة المبدعين التشكيليين في الشابة بلوحاتهم بأحجامها المتعددة والمختلفة، لوحات تضج بالحياة ومعاني الجمال في الوجود والانتصار للحرية والتوق الدائم الى الأرقى والأفضل والأجمل. رسامون خبروا الألوان وآخرون عصاميون سلاحهم في ذلك الأحاسيس الإنسانية النبيلة والتفاعل الصادق مع المحيط والانسان في مختلف حالاته. فكانت لوحاتهم التي بلغت 47 بما في ذلك المنحوتات، عبارة عن موسوعة إبداعية جمعت بين المشاهد الطبيعية و»البورتريات» والرسم الزيتي والتقنيات المزدوجة والتجريد . «الهواجس المركبة» لمهى المكشر الرسامة التشكيلية والدكتورة الجامعية مهى المكشر، واحدة من أبرز المشاركات في هذا المعرض، علاوة على أنها من مؤسسات «جمعية الشابة للفنون والمحيط». وهي أيضا الكاتب العام لهذه الجمعية والمتحمسة لكسب رهان إعادة بريق المهرجان الدولي للفنون التشكيلية في الشابة في جويلية القادم. هذه الرسامة لها حضورها المتوهج في المعرض من خلال لوحتين اختارتهما من مجموع 20 لوحة تمثل سلسلة عمل بعنوان « هواجس مركبة» ... وهذه السلسلة سعت فيها الرسامة الدكتورة مهى المكشر الى الغوص في ذات الانسان والبحث في أعماقه عن أحاسيسه وحالات الفرح والإحباط والغضب والدهشة والانتظار والشوق والحنين بتعابير مختلفة وهيئات متحركة ...اللوحات هي عبارة عن هواجس ذاتية ومتضاربة كحالة الانسان اليوم في عصر متغير متقلب سريع الأحداث. ولا غرابة أن يتفق النقاد والمتابعون للفن التشكيلي على أن خصوصية اللوحات التشكيلية للدكتورة مهى المكشر كونها مرآة عاكسة لما داخلها من أحاسيس لحظة إبداع اللوحة.