"الجامعة فضاء للحوار والتماسك الاجتماعي" هو عنوان البرنامج الذي أعلنت عنه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي. يتمثل هذا المشروع بالأساس في برنامج إحداث شبكة من مراكز وخلايا اليقظة والوساطة بالمؤسسات الجامعية تهدف إلى إدارة النزاعات واستباقها. يندرج هذا المشروع ضمن مخرجات مؤتمر تفعيل إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي (الحمامات، ديسمبر 2017) في محوره المتعلق بالحكومة والذي صادق عليه المؤتمر الطلابي للإصلاح الجامعي تطاوين، افريل 2018. وكان وزير التعليم العالي سليم خلبوس قد تحدث عن التحولات الجذرية التي شهدتها البلاد منذ سنة 2011 وانعكاسات الانتقال الديمقراطي على الحياة الجامعية خاصة من حيث ممارسة حرية التعبير والمطالبة بحوكمة تشاركية للشأن الجامعي وتعميم الانتخابات وتطور الحراك الجمعياتي والنقابي، الا ان هذه التحولات والمكاسب ساهمت أيضاً في تفاقم الخلافات. واعتبر أن غياب آليات وهياكل وفضاءات ملائمة لتأطير الحوار وإدارة النزاعات والوساطة، تحولت في عدة مناسبات الى أزمات حادة واضطرابات عطلت السير العادي للمؤسسات وأثرت سلبا على مناخ العمل والدراسة في الجامعة. واعتبر وزير التعليم العالي أن إنجاز هذا المشروع سيساهم في دعم دور الجامعة كفضاء لتكريس وتعلم مفاهيم المواطنة والمساواة ومكافحة التمييز والاقصاء و التعايش السلمي وممارسة الحوكمة التشاركية. ومن المنتظر أن يمتد البرنامج على مراحل عديدة وسيتم إنجازه على ثلاث سنوات من 2019 إلى 2021. وسينطلق العمل من خلال رصد الإشكاليات الجامعية والقيام بدراسة إحصائية ونوعية معمقة للنزاعات في الحقل الجامعي وتصنيفها حسب الأسباب وطبيعة الأطراف المتداخلة. كما سيتم تركيز مراكز وخلايا اليقظة والحوار وإدارة النزاعات بالوزارة والجامعات ومؤسسات التعليم العالي والبحث والخدمات وتحديد تركيبتها وآليات عملها وصلاحياتها وصياغة الاطار القانوني المنظم لإحداثها وعملها. في مرحلة ثالثة سيتم تكوين الفاعلين في هذه الشبكة ودعم قدراتهم في مجال الوساطة وتيسير الحوار وإدارة النزاعات. ويذكر أن عددا من الخبراء والجامعيين كانوا قد حذروا من تحول الجامعة إلى موطن للصراعات والتوترات التي تعكس ما يحدث من انقسامات وانشقاقات في صفوف السياسيين. وقد شهدت عديد المؤسسات الجامعية أحداث عنف واحتجاجات وتوقف عن الدروس أحيانا. ويذكر أن وزارة التعليم العالي كانت قد دعمت مشاريع بحوث لمقاومة العنف في المحيط الجامعي وتحسين الحوار في مجتمع ديمقراطي انتقالي حتى يكون الاختلاف مضمونا دون ممارسات عنيفة. ويتعلق البحث بالتفكير في أسباب العنف داخل الحرم الجامعي وبين الطلبة، وبالعمل على دعم الجانب الحضاري للجامعة لا التقني وحده وهو ما يساهم في محاربة العنف والتطرف بطرق مختلفة.