تحوّلت منطقة المنار والأنهج المحيطة بها بالعاصمة الى «سوق سوداء» لبيع وشراء العملة الصعبة من قبل المهربين الذين ينشطون امام احدى العمارات بالجهة وعلى الارصفة حيث يتوزعون بسرية تامة للقيام بعمليات البيع ... تونس (الشروق) «الشروق» تكشف عمليات تهريب وبيع العملة الصعبة بجهة المنار بالعاصمة مستغلين عمارة خاصة ومقهى ومحل كشك متواجد بالحي لوضعها تحت ذمة المهربين. اكد مصدر مطلع ل«الشروق» ان أباطرة التهريب يقومون منذ فترة باستغلال عمارة خاصة بمنطقة المنار بالعاصمة لبيع وشراء العملة الصعبة حيث تتوزع مجموعة من العناصر التابعة لشبكة التهريب امام العمارة الذين ينشطون بها لاصطياد الحرفاء والقيام بعملية صرف المبلغ الذي يحتاج اليه الشخص من العملة الصعبة دون اي صعوبات ومهما كانت قيمة المبالغ التي يرغب الحريف فيها. واضاف مصدرنا ان مجموعة من المهربين بالتواطؤ مع عدد من رجال الاعمال اتخذوا من هذه العمارة المشبوهة مركزا لبيع وشراء العملة الصعبة منذ عدة اشهر حيث يتم التنسيق بين العناصر المتواجدة بالشارع التي تقوم بالاتفاق مع الحريف على المبلغ الراغب في تحويله بالعملة الصعبة ثم يقوم شخص ثان من المهربين باصطحاب الحريف داخل العمارة اين تتم عملية تبديل العملة الصعبة بكل سرية ووسط حراسة مشددة من قبل العناصر المتوزعة في انحاء الحي . وفي نفس الاطار أكد محدثنا ان المهربين الذين يتحكمون في عمليات شراء وبيع العملة الصعبة بالمنار يقومون بجلب الاموال داخل حقائب للتمويه مضيفا ان عددا من الامنيين متورطون في تسهيل عملية نقل العملة الى مناطق عديدة داخل الجمهورية كما انهم يوفرون لهم الحماية الى حين انتهاء العملية ومغادرتهم المكان . المقاهي من جانب آخر أكد مصدر امني ل»الشروق» ان بيع العملة الصعبة يتواجد ايضا بعدد من المقاهي بجهة البحيرة 2 مضيفا ان هذه المقاهي على ملك كبار و"بارونات" التهريب المعروفين بتونس حيث يتم اتخاذ الطابق السفلي لاحد المقاهي التابعة له مقرا سريا لشراء وبيع العملة الصعبة بالسوق السوداء مشيرا ان عملية الصرف تتم عبر التنسيق بين العناصر المتوزعة بالمقهى وعناصر اخرى تعمل لصالح المهرب بكامل تراب الجمهورية تقوم بإرسال الحريف للحصول على الاموال الراغب في شرائها اوبيعها. ويذكر ان ظاهرة بيع وشراء العملة الصعبة بالسوق السوداء انتشرت منذ سنوات داخل الاحياء الشعبية والمناطق الداخلية بالبلاد وخاصة بالجنوب الا ان ظاهرة بيع وشراء العملة الصعبة اكتسحت الاحياء الراقية بالعاصمة اين يتخذ اباطرة التهريب المقاهي والعمارات غطاء لهذه العمليات المشبوهة والتي تستهدف الاقتصاد الوطني الذي يعاني صعوبات .