بقدر ما سعد جزء كبير من المشاهدين بطرد فوزي بن قمرة او الاستغناء عنه في برنامج «أمور جدية» في قناة الحوار التونسي ، فانهم يأسفون للحادثة التي أُقيل أو أُطرد بسببها ، وهي تعنيفه لإحدى صحفيات البرنامج ، حتى ان هناك من علق على الحادثة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «هل كتب علينا ان نقدم قربانا للتخلص من كل كارثة تحل بنا ؟» ذهب فوزي بن قمرة ولكن بأي مقابل او بأي ثمن ، فهناك كوارث أخرى كثيرة مازال يتعرض لها المشاهد في عديد البرامج التلفزيونية ، سواء في قناة الحوار التونسي أو في غيرها من القنوات الأخرى الخاصة على غرار قناة التاسعة التي لم تخجل من تقديم شاشتها لاحد المتحيلين أكد القضاء جرمه وحكم عليه بالسجن. والغريب ان هذا الاخير لا يتردد في الحديث عن الفساد والمفسدين متوجها بالموعظة والنصيحة الى المشاهدين عملا بمقولة «الشيطان ينهى عن المنكر» ، فكيف يمكن لعاقل ان يقتنع او يثق في كلام متحيل أكد القضاء جرمه. الواضح ان الوضع في القنوات التلفزيونية، وفي تونس عموما ، بلغ درجة من الانحطاط وقلة الحياء أصبح الفاسد فيها سيد القوم يصول ويجول ويفتي وينظّر على الطالح والصالح ، اما المواطن العاقل والمشاهد المسكين ، فلا حل أمامه سوى ان يصبح فاسدا او يصاب بالجنون او يقوم بجريمة على الأقل من اجل ان يحمي ابناءه ويقي هذا الجيل المظلوم من بطش هذه الفئة الفاسدة. وهنا نعود الى تعليق الفيسبوك المذكور «هل كتب علينا ان نقدم قربانا للتخلص من كل كارثة تحل بنا» بمعنى ان نضحي بصحافي يعنف ، أو بمشاهد تكسر رقبته من اجل ضمان تلفزيون نظيف.