شدد رئيس اتٌحاد التونسيين الشاعر صلاح الدين الحمٌادي على ان البرنامج الثقافي لمعرض تونس الدولي للكتاب يثير الكثير من الاسئلة حول المدعوين والمغيبين تونس - الشروق تحوٌل اتٌحاد الكتٌاب التونسيين في السنوات الاخيرة الى مكون اساسي في المشهد الثقافي والادبي رغم محاولات تغييبه في بعض المناسبات الوطنية ورغم المشاكل الإدارية والمالية التي تعيق عمل فروعه «الشروق» إلتقت رئيسه صلاح الدين الحمٌادي في هذا الحوار . ينطلق غدا معرض تونس الدولي للكتاب الذي اعلنتم مقاطعتكم له ، لماذا هذا القرار ؟ نحن لم نعلن مقاطعتنا لمعرض الكتاب ، كيف للكاتب ان يقاطع هذا المعرض وهو يعد فرصة استثنائية للاطلاع على الجديد في مجال نشاطه، فضلا عن كونه مناسبة هامة يلتقي فيها الكتاب والادباء والمفكرون ببعضهم وبالناشرين من تونس ومن خارجها بالإضافة إلى كونه مناسبة ايضا للتزود منه بما يحتاجونه من كتب ومن إصدارات جديدة ؟. نحن قاطعنا الندوة الصحفية التي عقدتها الهيئة المديرة لمعرض تونس الدولي للكتاب باعتبارنا عضوا في هذه الهيئة منذ السنة الفارطة، وقد قاطعنا هذه الندوة الصحفية لاننا لاحظنا ان وجودنا فيها هو من قبيل إضفاء نوع من المشروعية على برنامج هذه الدورة الذي لدينا حوله الكثير من التحفظات تتعلق بمضامين الندوات والضيوف (سننتظر خروج البرنامج للضوء لنعلق عليه حالة بحالة) وغياب الشعر( بدعوى ترحيله مسبقا إلى ايام قرطاج الشعرية وكانهم يستكثرون على هذا الفن حضوره في اكثر من مناسبة) فضلا عن آليات التنفيذ التي تعاني من العديد من القيود والتعقيدات ما جعل الدعاية الإعلامية مثلا لهذه الدورة غائبة اوتكاد . إن العديد من المشرفين على هذه التظاهرة يعتبرون هذه المناسبة كغيرها من التظاهرات بمثابة «الزردة» لا غير، وعلى معيار الصداقة والشللية تقع برمجة الضيوف والمشاركين، كما ان مواضيع الندوات او منابر الحوار قد اختيرت على اساس الانحياز الفج لتوجهات السلطة الحداثوية لا على اساس النحياز للقضايا الفكرية والثقافية ذات البعد الوطني والتي تقض مضجع النخب النزيهة الحاملة لهموم البلاد والعباد . لذلك قاطعنا الندوة الصحفية حتى لا تستغل صفتنا التمثيلية لاكبر واعرق منظمة تمثل الكتاب في بلادنا في تزيين الصورة الباهتة التي بدت عليها هذه الندوة، واستغلالها لإضفاء المشروعية على البرنامج الثقافي المزمع إنجازه. وانسجاما مع هذا الموقف الذي اتخذناه الغينا الندوة الفكرية التي كنا اعددنا لها ضمن فعاليات المعرض ايام 9 و 10 و 11 افريل والتي كنا سننظمها مع مخبر الفلسفة وتاريخها بجامعة وهران 2 الجزائرية ومؤسسة ديار للنشر وهي تحت عنوان سؤال الإبداع والتجديد في العلوم الإنسانية. تعتبرون ان ملف الكتاب والكتّاب مهمش قياسا بملفات اخرى كالسينما والمسرح لدى مؤسسات الدولة، كيف ذلك ؟ إن قطاع الكتاب هو من اهم القطاعات في مجال الثقافة، بل هو الاصل لكل الفنون، ومن المفروض ان يحظى بالاولوية في درجات سلم الاهتمامات لدى القائمين على الشان العام في بلادنا. غير ان هذا القطاع لا يزال مهمشا وغير منظور إليه بعين الرعاية والاهتمام من قبل مؤسسات الدولة باستثناء ما تقوم به وزارة الثقافة في هذا الباب كمضاعفة الميزانية المخصصة منها لاقتناء الكتب التونسية، وتفعيل آليتي التوصية بالنشر وصندوق التشجيع على الإبداع الادبي والفني. في حين اننا نرى ان كل الوزارات تقريبا هي مدعوة إلى الاهتمام به ، فضلا عن مجلس نواب الشعب الذي كنا نتوقع منه طيلة دورته الحالية ان يرفد هذا القطاع ببعض القوانين الداعمة لعمل المبدعين فيه من ادباء وكتاب، والميسرة لتوزيع الكتب وإسناد ثقافة جادة ا تمس اغلب فئات الشعب . اقول ثقافة جادة لا ثقافة تسطيح الوعي واغتيال القيم . ماهي المشاكل التي يعاني منها الاتحاد وفروعه في الجهات خاصة ؟ فروعنا في اغلب الجهات تعاني من عديد التضييقات البيروقراطية، فالفروع التي تاسست حديثا لم تتمكن إلى حد الآن من فتح حسابات بنكية بسبب القوانين والإجراءات الجديدة التي تهدف حسب زعم الحكومة للتشديد على نشاط الجمعيات التي تتعلق بها شبهات التعاطي مع ظاهرة الإرهاب وتبييض الاموال وغيرها من المخاطر التي تتهدد اقتصاد البلاد، غير ان هذه الإجراءات لم تتضرر منها في الواقع سوى الجمعيات الصغيرة التي تنشط في المجال الثقافي، وهي المتضررة اصلا منذ سنوات من القوانين والاوامر والإجراءات التي صدرت زمن حكم الترويكا والتي اعاقت وجمدت كل نشاط ثقافي محلي وجهوي. هذا علاوة على عدم التعاطي الإيجابي من قبل اغلب المندوبين الجهويين للثقافة مع مقترحات فروعنا وبرامج عملها الجهوية. هذه الصعوبات لم تبق الهيئة المديرة للاتحاد مكتوفة الايدي امامها، بل هي منكبة على حلها عن طريق تكثيف الاتصال مع وزارة الشؤون الثقافية ، كما اننا نعمل بصمت لإيجاد حلول بديلة لدعم انشطة الفروع سنعلن عنها قريبا اي قبل نهاية هذه السنة الثقافية. مجلة المسار من المجلات القليلة في بلادنا التي حافظت على استمراريتها، ماهي العوائق التي تعترضكم للمحافظة على هذه الاستمرارية ؟ نحن نعمل جاهدين على مواصلة إصدار هذه المجلة والمحافظة على دوريتها إذ هي تعتبر نافذة مهمة لانتشار المنتج الادبي والفكري التونسي داخل البلاد وخارجها، ولا شك في اننا نلاقي صعوبات جمة في القيام بذلك من قبيل توفير كلفة طباعتها إلى جانب توزيعها وضمان وصولها إلى مختلف جهات البلاد. علما بان اعضاء الهيئة المديرة يعملون كلهم بجد ومثابرة وبشكل تطوعي للمحافظة على صدورها وعلى ان تكون في مستوى تطلعات اعضاء الاتحاد وكل المشتركين فيها. ماهي آفاق مكتب الترجمة بالاتحاد العام للادباء والكتاب العرب الذي تشرفون عليه ؟ نحن نعكف منذ عدة اشهر على تنفيذ برنامج الترجمة الذي وضعه لنا مجلس الاتحاد العام للادباء والكتاب العرب، والمتمثل في ترجمة كتابين من كل قطر عربي يضم احدهما مختارات سردية والآخر مختارات شعرية من اللغة العربية إلى اللغة الإنقليزية ثم في مرحلة لاحقة إلى اللغة الإسبانية فاللغة الفرنسية. وقد انهينا إلى حد الآن ترجمة خمسة كتب من الاردن وليبيا والجزائر وطبعها عن طريق دار الاتحاد للنشر والتوزيع، علما بان فريق الترجمة يتكون من مختصين تونسيين في ترجمة الادب يسنده فريق من المدققين التونسيين ايضا من المختصين في اللغة الإنقليزية. والعمل جارٍ الآن على ترجمة مختارات ادبية من اليمن وتونس والإمارات العربية. وقد لفتت جديتنا في العمل نظر الجمعية العمانية للكتاب والادباء فكلفتنا نهاية السنة الفارطة بترجمة ستة كتب عمانية إلى اللغة الفرنسية للمشاركة بها في معرض باريس الدولي للكتاب الذي انتظم مؤخرا والذي كانت فيه سلطنة عمان ضيف شرف. وقد انهينا المهمة بنجاح ترجمة من قبل مترجمين تونسيين من الجامعة التونسية، وطباعة عن طريق دار الاتحاد للنشر والتوزيع. كل ذلك يدل دلالة قاطعة على إشعاع اتحاد الكتاب التونسيين خارج الوطن وعلى الثقة التي يحظى بها داخل تونس وخارجها. تم منذ ايام عقد المؤتمر الاول لاتٌحاد كتاب المغرب العربي والمصادقة على قانونه الاساسي، ماهي مشاريع هذا الاتحاد ؟ بالفعل انعقد بتونس وبمقر اتحاد الكتاب التونسيين، يوم 25 مارس المنقضي، المؤتمر الاول لاتحاد كتاب المغرب العربي الذي شارك فيه رؤساء اتحادات الكتاب بكل من موريطانيا والجزائر وليبيا وتونس، وقد تمت المصادقة في هذا المؤتمر على القانون الاساسي لهذا الاتحاد الذي تاسس في 12 12 2015 بالعاصمة الجزائرية. وقد حظينا في هذا المؤتمر الاول بثقة زملائنا في البلدان المغاربية الذين انتخبونا لرئاسة اتحاد كتاب المغرب العربي للسنوات الخمس القادمة .ونحن عازمون على تنفيذ برنامج عمل يضمن التعاون والتكامل بين الادباء والكتاب في بلداننا ويقوم على تنظيم ندوات وملتقيات ثقافية مشتركة، وبرنامج للنشر المشترك، وإحداث جوائز مغاربية في الفكر والادب بالإضافة إلى إصدار مجلة مغاربية مشتركة.