يُواجه الترجي اليوم مستقبل قابس في إطار اللقاء المُؤجل لحساب الجولة الثامنة عشرة من سباق البطولة ويحلم فريق الشعباني بالعَودة من الجنوب بثلاث نقاط ليُواصل السَّير بثبات نحو اللّقب. لا مجال للخَطأ يعرف الترجي أنه لا مجال للخطأ في لقاء اليوم لسببين اثنين أمّا الأوّل فإنه يَكمن في أهمية تحصين موقعه في الصّدارة تفاديا للمَخاطر القادمة من الخلف وتحديدا من النادي الصفاقسي والنجم الساحلي الراجع بقوّة في سباق البطولة. وأمّا السّبب الثاني فإنه يتمثّل في حاجة الفريق إلى الفوز في قابس لتبقى المعنويات في السماء قبل مُلاقاة قسنطينة يوم السبت القادم في نطاق إياب الدّور ربع النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية. تغييرات توقّعنا في عدد الأمس امكانية حدوث بعض التغييرات في التشكيلة الترجية التي سيعتمدها الشعباني في مُواجهة «القوابسية». ونعود اليوم لنؤكد أن الشعباني اتّخذ فعلا قراره بتعديل التشكيلة تحت ضغط المباراة الحَاسمة أمام قسنطينة. ومن المُرجّح أن يُراهن مدرب الترجي على «الذّخيرة الإحتياطية» لتجاوز عقبة قابس التي كان نادي «باب سويقة» قد «أقصاها» من سباق الكأس بتشكيلة منقوصة من عدّة عناصر أساسية. ومن غير المُستبعد أن يقوم الشعباني اليوم بتحويرات جِذرية يتمّ بموجبها الإستغناء عن جل الأسماء المُنتصرة في قسنطينة وقد لا يحافظ على مكانه في التشكيلة الأساسية سوى المسكيني و»كوم». وتبدو الفرصة سَانحة ليظهر البدلاء في لقاء قابس كما هو شأن محمود والربيع والفادع ومزياني والجويني وبقير... وغيرهم. قضية غريبة بعد أن هزمها الترجي شرّ هزيمة في عقر دارها وأمام جمهورها، لم تجد قسنطينة من حِيلة لمُواساة نفسها وتهدئة أنصارها سوى النَبش في قضية يوسف البلايلي. وأكدت بعض وسائل الإعلام «الصّفراء» أن الأشقاء قدّموا للكنفدرالية الإفريقية احترازا ضدّ مشاركة يوسف البلايلي في مُواجهة قسنطينة والترجي أمّا السبب فهو غريب عجيب وقد لا يصدّقه إلا «المَعتوه». ويرتكز الإحتراز المزعوم على عدم شرعية تشريك البلايلي لعدم استيفاء العقوبة المسلطة عليه على خلفية قضية المنشطات. وقد تفاعل الكثيرون مع هذا الأمر بالتجاهل أو»السُخرية» خاصّة أن العقوبة المسلطة على اللاعب رُفعت من زمان وقد عاد يوسف إلى سالف نشاطه وتحصل مع الترجي على البطولة و»السُوبر» التونسي والنسخة الأخيرة من رابطة الأبطال ويشارك بصفة عادية في نسختها الحالية والتي شارفت بدورها على النِهاية. مُجرّد استفزاز من المُؤكد أن النبش في ملف البلايلي سيحرج الأشقاء قبل «المكشخين» بحكم أن يوسف من اللاعبين الدوليين وربّما يكون من الأقدام المُراهن عليها لتكسب الجزائر التحدي في «الكَان». والحقيقة أن إثارة قسنطينة لهذا الإشكال وفي هذا التوقيت بالذات لا يُمكن إلا أن ينطبق عليه مَثلنا الشعبي المعروف:» خانها ذراعها قالت مسحورة». ومن الواضح أن الأمر يندرج في خانة «الحروب الإستفزازية» التي عادة ما تشنّها بعض الجمعيات لإرباك خُصومها وهي من الاستراتيجيات التقليدية والتي لم تعد تُؤثّر في جمعية بحجم الترجي العارف برابطة الأبطال من عام 71. نقول هذا مع التأكيد على حقّ قسنطينة في الدفاع عن حقوقها عبر الإحترازات المزعومة أوفي الميدان وهو الفيصل الوحيد ليميّز الناس القوي من الضّعيف والغثّ من السّمين. درس كبير في الوقت الذي أحيت فيه بعض الجهات قضية البلايلي، تقوم لجنة التنظيم في الترجي بمجهودات كبيرة لتأمين حضور الأشقاء في ظروف طيّبة. ومن غير المُستبعد أن يُخصّص الترجي ألفي تذكرة أويزيد لضيوفنا القادمين من قسنطينة بمناسبة المباراة المُنتظرة يوم السبت القادم في رادس لحساب إياب الدور ربع النهائي لرابطة الأبطال.