جدد قيادي حركة الشعب زهير المغزاوي دعوة المعارضة إلى التوافق حول مرشح واحد منها للانتخابات الرئاسية. المغزاوي بدأ متفائلا بوجود «تفاعلات إيجابية» ولكن هل يمكن الاستجابة إلى هذه الدعوة؟. تونس الشروق: *«حركة الشعب بصدد مناقشة وطرح مقترح التوحد حول مرشح واحد للانتخابات الرئاسية مع أحزاب المعارضة» هذا بعض ما قاله أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي لدى إشرافه الأحد الماضي على المؤتمر الجهوي للحركة بمدنين. المغزاوي أعاد ما دعا إليه في مناسبات سابقة مثل تلك التي جلس فيها إلى «راديو ماد» خلال شهر مارس الماضي، لكن ما يفرق بين المناسبتين أن زعيم الحركة القومية ذكر في السابقة أنه «إلى اليوم (خلال مارس الماضي) ليس هناك أي استجابة واقعية للتجميع» وفق تعبيره. قبل أن يعود مؤخرا ليؤكد «ان المسالة تم عرضها على الاتحاد العام التونسي للشغل ومع بعض الأحزاب السياسية ووجدت تفاعلات إيجابية». هناك إذن بوادر أمل في الاستجابة، ولكن ما الداعي إلى توافق المعارضة (الحالية) حول مرشح مشترك للرئاسية؟. «شرف المشاركة» «لا حظوظ لكل مرشحي المعارضة إذا تواصل هذا التشتت، ويكفيهم شرف المشاركة» الإجابة واضحة لدى المغزاوي فأي مرشح عن حزب واحد من المعارضة لن يكون له - حسب رأيه - أي أمل في المرور إلى الدورة الثانية من الاستحقاق الرئاسي. سبب ذلك أن هناك عددا كبيرا من مرشحي الأحزاب المعارضة الذين تم ترشيحهم أو ينتظرون ترشيحهم للرئاسية يضاف إليهم المرشحون المستقلون فتتشتت الأصوات بينهم بينما يمكن لمرشح الأحزاب اليمينية الحاكمة أو بعض مرشحيها أن يحصل على عدد كبير من الأصوات بالنظر إلى قوة الحزب أو الأحزاب التي تقف وراءه وغياب التشتت. الحل الوحيد الممكن حسب المغزاوي أن تتوافق المعارضة حول مرشح واحد للرئاسية يستأثر بأصواتها كلها فيجمع ما يستطيع المنافسة به بجدية على الفوز برئاسة الجمهورية، ولكن هل بالإمكان التوافق حول مرشح واحد من المعارضة؟ عقبة الزعامة تحدث المغزاوي عن «تفاعلات إيجابية» ولم يتحدث عن توافق أو اتفاق أو استجابة لدعوته، والظاهر أن تلك التفاعلات التي وصفها بالإيجابية لا تتعدى إطار المبادئ العامة والخطوط الكبرى والدليل في قوله إنه «لم يتم تقديم أسماء بل النظر في مقاييس للاتفاق على شخصية تكون جامعة ولها توجه ديمقراطي واجتماعي ومتمسكة بخيارات الثورة وبالخيار الديمقراطي وبثوابت الشعب». عندما تتوسع دائرة الأحزاب المعنية بالدعوة وعند المرور إلى اقتراح الشخصيات المناسبة سيجد الجميع أنفسهم أمام امتحان حقيقي. فالمعارضة تتكون اليوم من عدد كبير من الأحزاب والائتلافات اليسارية والقومية والوسطية وحتى اليمينية وكل حزب يرى نفسه الأحق بالقيادة وكل زعيم يقدم نفسه قبل غيره للزعامة. الأدهى أن الجبهة الشعبية التي صمدت أمام كل العواصف التي صادفتها لم تجد طريقا للتوافق حول مرشح واحد للرئاسية بما أن الأغلبية اتفقت حول إعادة ترشيح زعيم حزب العمال حمة الهمامي فيما ذهب الوطد الموحد إلى تقديم قياديه منجي الرحوي بديلا لحمة. علاقات عدائية يمكن للمعارضة أن توفر الحد الأدنى من ممهدات التوافق إذا كانت متناسقة أو متحالفة لكن الواقع يكشف عن علاقات عدائية بين بعض مكوناتها كتلك القائمة بين الجبهة الشعبية وحراك تونس الإرادة بزعامة الرئيس السابق منصف المرزوقي، والقطيعة البينة بين الأحزاب الثورية مثل التيار الديمقراطي والأحزاب المناهضة للثورة مثل الحزب الدستوري الحر ما يعني استحالة قبول الجبهة بالمرزوقي وقبول الحراك بحمة وقبول الدستوري الحر بمحمد عبو وقبول التيار الديمقراطي بعبير موسي. الأغرب أن المغزاوي ينطلق من الخارطة السياسة الحالية في تحديد المعارضة والحال أن الانتخابات التشريعية القادمة قد تفرض تحالفات حاكمة جديدة ومعارضة أخرى مختلفة عن المعارضة الحالية. العراقيل التي تعوق ترشيح مشترك للمعارضة كثيرة ومن الصعب تجاوزها إلا بتضييق دائرة الأطراف المعنية كأن يكون هناك مرشح واحد تتوافق عليه الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي وحركة الشعب ويقبل به اتحاد الشغل دون الحاجة إلى البحث عن توافقات أخرى من أطراف إضافية يكون ضرها على المجموعة المذكورة أكبر من نفعها. مرشحو المعارضة للرئاسية عاشت الجبهة الشعبية أزمة حادة إثر تمسك الأغلبية بترشيح الناطق الرسمي باسمها ورغبة الوطد الموحد في ترشيح قياديه منجي الرحوي. وفي الآن ذاته نجد عددا كبيرا من مرشحي المعارضة للرئاسية منهم من تم ترشيحه رسميا ومنهم من ينتظر. ولعل من أبرز الأسماء مرشح الحراك وزعيمه منصف المرزوقي الذي نافس الرئيس الحالي الباجي قائد السيسي بشراسة على الفوز بالرئاسية . كما تضم القائمة كلا من محمد عبو مؤسس التيار الديمقراطي، وعبير موسي زعيمة الحزب الدستوري الحر والهاشمي الحامدي مؤسس تيار المحبة، وياسين ابراهيم مؤسس آفاق تونس… أما نداء تونس الذي غادر الحكومة إلى المعارضة منذ أشهر فلم يكشف بعد عن مرشحه وقد لن يكشف عنه قريبا جراء انشغاله بمشاكله الحالية المتولدة عن مؤتمره الانتخابي.