ذكر مسؤولون عراقيون ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بدأ يفكّر جديا في دخول العملية السياسية في العراق بحل جيش المهدي التابع له واعداد مرشحين للانتخابات بينما دعت ايطاليا الى اشراك الصدر في المؤتمر الدولي المرتقب حول العراق والذي ستشارك فيه 17 دولة حسب مصادر ديبلوماسية مصرية. وقال احد كبار مساعدي الصدر وعدد من المسؤولين العراقيين الذين التقاهم ان الصدر ارسل مبعوثين الى بعض الاحزاب السياسية والجماعات الدينية والعراقية الرئيسية لمناقشة احتمال مشاركته في حملة الانتخابات العامة. واشارت تلك المصادر الى ان الصدر قال انه يعتزم حلّ جيش المهدي التابع له وانه يقرّ اجراء الانتخابات التي قد تمكنه من الفوز وشغل منصب هام كرئىس حكومة مثلا. وقال مساعدو الصدر ان نواياه السياسية حصلت على موافقة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني. وقد التقى علي سميسم المساعد الرئيسي للصدر في الاسابيع الاخيرة عددا من كبار الزعماء السياسيين في العراق بينهم اعضاء في هيئة علماء المسلمين السنية وزعماء شيعة وأكراد وسيحيين. وحسب تلك المصادر بدا الصدر مهتما بتنمية العلاقات مع هذه الجماعات السياسية التي لم تتعاون مع الاحتلال الامريكي والتي لا تعتبر الآن جزءا من الحكومة العراقية المعيّنة. وقال سميسم ان الصدر وضع شرطين لدخول العملية السياسية هما مشاركة الأممالمتحدة ومساعدتها في العملية الانتخابية وعدم تدخل القوات العسكرية الامريكية والبريطانية في العملية التي من المقرّر ان تجرى في جانفي المقبل. وقد دعت ايطاليا امس الى اشراك الصدر في المؤتمر الدولي المرتقب لرسم مستقبل العراق السياسي. وقال وزير الخارجية الايطالي فرنكو فراتيني في حديث لصحيفة «كوريرا ديلاسيرا» اليومية الايطالية: اعتقد انه من الأفضل اشراكه لأن الحديث مع من اسماهم بالمتشددين غير الارهابيين من شأنه ان يعزل الارهابيين على حد تعبيره. واضاف فراتيني: اعتقد ان الصدر ليس ارهابيا وانما هو شخصية لم تكتسب كما ينبغي شرعية سياسية. وكانت فرنسا قد دعت الاسبوع الماضي الى اشراك جميع القوى السياسية في العراق في هذا المؤتمر بما فيها المقاومة المسلّحة. وأكدت مصادر ديبلوماسية مصرية ان 17 دولة ستشارك في المؤتمر الدولي حول العراق المقرر عقده في شرم الشيخ في الاسبوع الاخير من شهر نوفمبر المقبل. وأشارت المصادر الى ان الدول المشاركة تضمّ الدول الثماني الصناعية الكبرى ودول جوار العراق والصين والأممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وكشفت المصادر عن خلافات بين الولاياتالمتحدةوفرنسا حول اشراك ممثلين للمعارضة العراقية. واشارت المصادر الى ان المؤتمر سيناقش بندا اساسيا يتعلق بالانتخابات المقبلة المقرّر اجراؤها مطلع العام المقبل. لكن حزب «البعث» العربي الاشتراكي اكد انه لن تكون هناك ابدا عملية سياسية في العراق ما دام الاحتلال قائما وطالما استمرت المذابح وتدمير المدن المقاومة.