تقع جزيرة زمبرة شرقيّ خليج تونس في البحر الأبيض المتوسّط، على ضفاف المضيق الصقليّ التونسيّ في مدينة الهوارية التي تتبع لولاية نابل، وتُعدّ من صُغرى الجزر التونسيّة؛ إذ تبلغ مساحتها 3.69كم2، فامتداد طولها 2.7كم، وعرضها 2.45كم، ويبلغ ارتفاعها 435م، وتبعد عن ميناء سيدي داود مسافة 15كم، و50كم من ميناء حلق الوادي، وتحدّها كذلك جزيرة زمبرتة وهي أرخبيل جمور، وتبعد عنها مسافة 8 هكتار، ومثل غيرها من الجزر البحريّة فهي تتميز بالتنوّع البيولوجيّ الكبير. تتميّز جزيرة زمبرة بسواحلها الضيّقة والحادّة، مع ذلك فإنّ بعض شواطئها يغطيها الحصى، وأخرى يغطيها الرمل؛ حيث اتخذتها البحرية التونسيّة مركزَ إقامةٍ عسكريةٍ لها، ومنطقةً سياحيةّ مخصّصة للغطس والصيد، فهي ذات طبيعةٍ ساحرةٍ يستمتع الناظر إليها، وصلت زمبرة عدّة حضارات إلى جزيرة زمبرة؛ فهناك آثارٌ تاريخيّةٌ تشير إلى القبور الفينيقيّة، ومنشآت فلاحية، وخزانات مياهٍ، وفسيفساء رومانيّةٌ، أعلنت اليونسكو أنّ جزيرة زمبرة محميّةٌ طبيعيةٌ في عام م1977؛ وذلك لتوفّر الكثير من الكائنات الحيّة النادرة والمهدّدة بالانقراض فيها، فعلى الرغم من بيئتها الهشّة إلا أنّها تحتوي على 266 نوعاً من النباتات؛ لتشكّل بذلك منطقة أدغالٍ كثيفة الغطاء، مثل: أشجار الزيتون، والعرعر الفينيقيّ، والقندول أي الفستق. يتكوّن غطاء التربة من التربة المالحة، والصّخور، والطين، وجير المغنيسيوم، والرمل، وبالنّسبة إلى الكائنات الحية فهناك اللافقاريّات، والثدييات، وهذه الجزيرة هي موطنٌ للطيور المهاجرة ما بين تونس ومضيق صقلية، والابداعية المتنوعة مذ ذلك ، أمّا الكائنات البحريّة فهي متنوعةٌ، مثل: الميرو الضّخم، والحريد، والمرجان، ويقترب من المياه المحيطة بالجزيرة حوت العنبر والدلافين.