الجريصة (الشروق) ذكرت مدينة الجريصة العتيقة في أمهات المصادر وعرفت عند الجغرافيين باسم « مجانة» أو « قلعة بسر « وهي في التاريخ نقطة عبور من تبسة الجزائرية إلى القيروان مرورا بتالة ( مرماجنة ) والقلعة الخصبة ( قلعة الديك) . وكانت تعرف باسم القبيلة البربرية المستوطنة لكامل المنطقة . ومجانة أو الجريصة هي هنشير الحديد الواقع على السفح الشرقي لجبل بوجابر ومشرفة على وادي ملاق . وكانت تسمى بقلعة « بسر» وهي التي كانت تحمي كامل منطقتها حتى تسمت «بقسطال» وفيها من البقايا الأثرية فضلا عن شكلها المربع ذي الأبراج الأربعة ما يؤكد قدمها . وكانت تسمى بمجانة المطاحن بسبب ما اشتهرت به من حجر الطواحن الصلد الذي كان يقتطع من الجبال المجاورة ويصدر إلى المغرب وتسمى أيضا بمجانة المعادن لكثرة معادنها مثل الحديد والفضة والكاربونات والرصاص والإثمد ( أي الحجر الذي تستخرج منه مادة الكحل) وحسب البكري فقد كان بجوارها منجم للفضة يسمى « الوريسطي « وهي عبارة بربرية دون شك . كما عرفت بإنتاج القمح والزعفران حسب ما وصفه الإدريسي . وبلغت جريصة أوج ازدهارها باستغلال منجم الحديد بما جعل ثرواتها تستغل في « برج إيفل» وتتحول إلى ذخيرة أو جبل بفرنسا ، ليقتصر نشاط المنجم في الوقت الحالي على استخراج مادة «الكاربونات» دون غيرها . تاريخ عريق كانت مجانة في القرنين الرابع والخامس هجري تابعة إداريا لتبسة وهذا يعني حسب ما ذهب إليه أحمد الحمروني في « وطن الكاف» أنها فقدت في تلك الفترة بعض قيمتها التي كانت لها في القرنين الثاني والثالث للهجرة بسبب ما تعاقب عليها من أحداث جسيمة عند مواجهة الدعوة الفاطمية وزمن الفتنة الخارجية بزعامة صاحب الحمار وأثناء الزحف الهلالي ، بعد أن افتتحها بسر بن أبي أرطأة عند عودته من المغرب بأمر من موسى بن نصير حوالي 92 ه . وقد استطاعت هذه المدينة الباسلة أن تسترجع أمنها بعد هدم أسوارها أثناء ثورة الفاطميين وذلك بتسمية بلكين بن زيري الصنهاجي قائدا عليها في 361 ه / 971 م . وجريصة اليوم تعرف بالإبداع والفكر من خلال سينما المناجم والإنتاج الشعري وتجذر أبنائها في مختلف المجالات مثل الأدب والصحافة والطب والقانون .