تونس (الشروق) يقترن ذكر «المغارة» أو أم القلوب قديما أو المدينة الفاضلة حديثا بمدينة المرسى التي تحتضن على أرضها الطاهرة الكثير من الحقبات الحضارية والتاريخية. وتعتبر أيضا مرقدا «حيّا» لتعدّد المواقع والمعالم الأثرية. هذا إلى جانب انتشار الكثير من الجوامع وزوايا أولياء الله الصالحين الدّالة على مدّ النهضة الإسلامية وخصوصا إشعاع مناهج التصوّف ذات الطابع الرّوحي. أبو الصوفية ومن أشهر هذه الزوايا زاوية سيدي عبد العزيز القريشي المهدوي هذا الشيخ الجليل الذي لم تحدّد المراجع تاريخ ولادته واتفق على أن وفاته كانت سنة 1224م. ويعتبر سيدي عبد العزيز الأب الروحي للشيخ أبي سعيد الباجي والكثير من الأتباع والمحبين والمريدين والمجالسين على غرار ولا الحصر الشيوخ محي الدين بن عربي المرسي – جراح بن عبد الرحمان الدباغ – أبو يوسف يعقوب الدهماني – أبو علي النفطي وغيرهم كُثّر ممّن أخذوا علم الشيخ المهدوي وتحدثوا عن مناقبه بإجلال. ويؤرخ على أن سيدي عبد العزيز أخذ ثوابت ثقافته العلمية الواسعة عن الغوث أبي مدين. وللولي الصالح «المهدوي» العديد من الكتب مثل إنشاء الدوائر – ترجمة في مناقب الحضرمي – كرامات الأولياء وغيرها من المراجع. وتتواجد زاويته العامرة على مقربة من «قلب» مدينة المرسى تنتصب داخل مقبرته التي تحيط بها القبور المتراصة للمتوفين من «الأعيان» والعامّة. ويحرص أتباع سيدي عبد العزيز على زيارة مقامه كلّ يوم جمعة إضافة إلى زوّار يأتون من الجهات الداخلية ومن عديد الدول الشقيقة ممّن عرفُوا وخبرُوا رفعة منزلته. ويُقابل مقبرته وزاويته جامع للصلاة وعدد من الفضاءات البيئية والخدماتية التي تحمل أسم شيخنا الجليل. وذلك في دلالة على علُّو حضوته بجهة المرسى التي آعتبرها «المهدوي» مكانا تاريخيا وصوفيا له آرتباطه بالأنبياء والأولياء والعلماء الأجلاء .