قَرّرت الجامعة التونسية لكرة القدم تكوين بعثة «رفيعة المُستوى» لمساندة الترجي في رحلته إلى المَملكة المغربية بمناسبة ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال أمام الوداد البَيضاوي. هذه البعثة يقودها رئيس الجامعة وديع الجريء ويُرافقه نائبه واصف جليل والمُشرف على المنتخبات الوطنية هشام بن عمران ومن المُلاحظ أن الثلاثي المذكور يُعتبر من أهمّ وأقوى الرجال في المكتب الجامعي. ولاشك في أن العَارفين بالكواليس والفَاهمين للشأن الكروي على بيّنة بأن هذه التعزيزات الكبيرة ليست من فراغ وإنّما هي نتيجة حتمية للعديد من الحِسابات والضغوطات. ولا يَخفى على أحد أن «السي .آس .آس» كان قد عانى الأمرين عندما نزل ضيفا على نَهضة بركان في إطار إياب الدور نصف النهائي لكأس «الكَاف» وقد كان حُضور الجامعة آنذاك «بَاهتا» وجَالبا للإنتقادات وحتى بلاغات الشجب والتنديد جاءت مُتأخرة ولم تُنقذ النادي الصّفاقسي من التجاوزات التي تعرّض لها في المغرب. ومن الواضح أن الجامعة اتّعظت من الدرس واختارت أن تنزل بثِقلها في رحلة الترجي حتى لا تجد نفسها في موضع الإتّهامات ولتُسجل في الوقت نفسه نقطة اضافية في «مَعركة» الدفاع عن حقوق الجمعيات التونسية (ولو أن البعض يتّهم الجامعة بعدم المُساواة بدليل ما عاشته «الستيدة» على خلفية النِقاط المخصومة من «الفِيفا»). وهُناك طبعا مُعطى آخر «مسكوت» عنه وهو رغبة الجريء في تحدّي رئيس الإتّحاد المغربي ونائب رئيس «الكَاف» فوزي لقجع الذي كَال الإتّهامات للأندية والمنتخبات التونسية والمصرية بحجّة أنها سيطرت على الكرة الإفريقية لمدة عشرين عاما بفضل «قُوّتها» في الميدان وخلف السّتار (يقصد الاستفادة من التحكيم). ولاشك في أن الحُضور القوي للجامعة على هَامش رحلة الترجي يُشكّل رسالة قوية إلى لقجع مَفادها أن أنديتنا يقف خلفها مسؤولون «أشداء» ولن يسمحوا بتكرار مهزلة بركان.