في سَهرة رمضانية كبيرة ينزل الترجي ضيفا ثَقيل الظلّ على الوداد في نطاق ذهاب الدور النهائي لرابطة الأبطال الإفريقية. هذه المُواجهة المغاربية الثَقيلة ستشغلُ ملايين الناس من الحلفاوين إلى الرّباط ولن يَنتهي ضَجيجها إلاّ مع موعد السحور. اللّعب سيكون على المكشوف بما أن الفريقين يَعرفان بعضهما البعض منذ أكثر من عشرين عاما وقد لا يُوجد أيّة ورقة قَابلة للإخفاء في ظلّ مُراهنة الأشقاء على "العَميد" فوزي البنزرتي الذي يعرف الترجي معرفته لنجله أيمن. ومن جهته، يحفظ مدرب الترجي معين الشعباني عن ظهر قلب أفكار البنزرتي الذي كان في وقت ليس بالبعيد قائدا و"مُلهما" له. لقاء الليلة لن يَحتاج إلى مُقدّمات خاصّة أن "النَوايا" مكشوفة والأهداف مضبوطة. فالوداد سينطلق في شنّ الهُجومات من حجرات الملابس بحثا عن نتيجة مُطمئنة تُعزّز حظوظه في الحصول على الزعامة الإفريقية و"تَحميه" من العَاصفة الترجية التي تَنتظره يوم 31 ماي في رادس. أمّا الترجي فإنه يُخطّط للخروج من الرباط بالإنتصار أوعلى الأقل التعادل ليقطع بذلك خطوة عملاقة نحو اللّقب قبل أن يحسم الأمور بصفة نهائية على أرضية رادس الذي يُثير مجرّد ذكره الهلع والفزع في نفوس الأشقاء. فقد سجّل التاريخ الكمّ الهائل من الأصفار والخَسائر التي مُني بها الوداد في مُختلف مُواجهاته لشيخ الأندية التونسية وكانت آخر وأشهر الإخفاقات في نهائي رابطة الأبطال عام 2011 عندما تُوّج ترجي معلول باللّقب الغَالي بفضل الهدف المُمتاز للغَاني "أفول" على أرضية رادس الشَاهد أيضا على "طَرد" البنزرتي بقرار من الجماهير الترجية المُحتجّة آنذاك على غِياب "الإقناع". ولا جِدال في أن الوداد سيفعل المُستحيل ل"يَثأر" لكلّ الأجيال المهزومة على يد الترجيين من أيام الواعر إلى عهد بن شريفية. ومن المُؤكد كذلك أن البنزرتي سيضع عُصارة التجارب التي راكمها لمدّة أربعين عاما في سبيل فكّ "العُقدة": "عُقدة" الوداد في مُواجهاته للترجي و"عُقدة" فوزي في عدم الفوز برابطة الأبطال منذ 94 وذلك ب"المَريول" الأصفر والأحمر وبفضل الفقيد البطل الهادي بالرخيصة. ويراهن الوداد في لقاء الليلة على خِبرات البنزرتي وكذلك على تقاليده في المُسابقات القارية فضلا عن دعم الجماهير التي حَشدها الأشقاء أملا في إنهاء الهيمنة الترجية. ومن جَانبه، يتسلّح ترجي البلاد بعزيمة من حَديد ليقهر الوداد في عُقر داره وأمام جمهوره وهذا ليس بالبَعيد ولا المُستحيل على سفير الكرة التونسية الذي لم يعرف غير الأفراح في جميع صِداماته مع قُطب الدار البيضاء. وهذه الأسبقية التاريخية تُجاورها أفضلية معنوية بحكم أن الترجي طار إلى المَملكة المغربية وهو مُتأكد بنسبة ألف بالمائة بأن البطولة التونسية في طريقها إلى "باب سويقة".