تونس الشروق : نظرت امس دائرة العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية انتهاك تعلقت بالمدعو نور الدين بن عيسى بن جميع و نسب فيها الإتهام إلى كل من عبد الله القلال و محمد علي القنزوعي و علي السرياطي و عز الدين جنيح. و متهمين آخرين و قد احيلوا بحالة سراح واحيل بن علي بحالة فرار. وقد طلب محامي المتضرر اعادة استدعاء المتهمين والتأخير لتقديم طلبات الدعوى المدنية . حضر الضحية رجل الأعمال نور الدين بن عيسى بن جميع و أفاد انه ينشط في مجال المواد الغذائية والمنزلية بالجملة وله شركة بتونس و بدبي مختصة في تجارة المواد الغذائية بالجملة كما كان لديه منذ سنة 1987 وكالة أسفار بالعاصمة . و في سياق اخر اضاف الضحية أنه كان يعرف بعض القيادات في حركة النهضة على غرار راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو وصالح كركر ونور الدين البحيري ملاحظا انه لم يكن ناشطا أو منخرطا في الحركة و لا ممولا لها . وذكر الضحية أنه في سبتمبر 1992 سافر إلى دبي في إطار نشاطه التجاري وبعد يوم واحد قدم بعض أعوان الأمن إلى محل سكناه بصلامبو وتركوا له استدعاء قصد الاتصال بمصلحة أمن الدولة ملاحظا انه استمر في جولته التجارية التي شملت بلدانا اخرى حوالي الشهر . و عند عودته إلى تونس في نوفمبر 1992 توجه الى مصلحة أمن الدولة بوزارة الداخلية لمعرفة سبب استدعائه فتم الاحتفاظ به على ذمة الأبحاث التي تمحورت حول نشاطاته و تبرعاته وعلاقاته ببعض قيادات حركة النهضة في الداخل والخارج على غرار علاقته بصالح كركر. رحلة العذاب و بحرقة تحدث الضحية عن التعذيب الذي تعرض له حيث ذكر أنه تم تجريده من ملابسه وتعليقه في وضعية الدجاجة المصلية مع ضربه بعصا وصعقه بالكهرباء على عضوه التناسلي لعدة ساعات وكان يتداول على تعذيبه الجلادون إلى أن فقد وعيه. ثم تم ايقافه بدهليز وزارة الداخلية أين التقى بأحد الجلادين شهر «بوكاسا» و اقترح عليه الذهاب إلى محل سكنى صالح كركر بفرنسا واهداءه قطعة مرطبات مسمومة مقابل الإفراج عنه كما أعلمه أنه سيتم احتجاز افراد عائلته خلال فترة تنفيذه المهمة إلا أنة رفض العرض فرد «بوكاسا» قائلا «مالا أشبع حبس» . واصل الضحية سرد ما تعرض له في رحلة العذاب بمقر أمن الدولة و قال انه تم نقله من طرف أربعة أعوان إلى مكتبه بمقر شركته وتم استدعاء شقيقه المدعو نبيل و عمد الأعوان الأربعة الى الإستيلاء على جميع الوثائق الهامة بما فيها صكوك بنكية ثم عادوا إلى مقر أمن الدولة أين تواصل تعذيبه و بعد يومين نقل إلى محل سكناه وتم أخذ جواز سفره . الضحية ذكر أيضا انه تعرض للابتزاز و اجبر على الإمضاء على صكوك بنكية لسحب مبالغ مالية مختلفة كما تم إجبار شقيقه على فتح مخزن الشركة الكائن بقرطاج و تم حجز كميات من البضائع ثم نقل إلى مقر فرقة الأبحاث الاقتصادية بالقرجاني للامضاء على محضر حجز تلك البضائع التي قدرت قيمتها ب 130 الف دينار تمويل حركة النهضة في حانب اخر من الشهادة ذكر الضحية انه أتهم بالانتماء إلى جمعية غير مرخص فيها وجمع تبرعات وحوكم بالسجن ثم تم اتهامه باستغلاله لوكالة اسفاره لتمويل حركة النهضة و دعم نشاطها.; و أشار إلى أنه تعرض في تلك الفترة إلى شتى أنواع التعذيب التي خلفت له أضرارا جسيمة فضلا عن أنه حرم من مقابلة عائلته وهو ما زاد في معاناته النفسيةوذكر الضحية أيضا أنه تعرض لشتى أساليب الإهانة و المذلة وقد منع من حضور جنازة والده رغم حصوله على إذن قضائي إلى جانب صدور عديد الأحكام السجنية ضده و تدهور وضعيته الاقتصادية.