لم تبق إلا ولايات باجةوسوسة وتوزر لتكتمل شبكة المراكز الجهوية للفنون الدرامية والركحية وهذا يحسب للوزير محمد زين العابدين الذي قطع خطوة كبيرة في تعميم هذه التجربة . تونس (الشروق) وقع وزير الثقافة محمد زين العابدين نهاية الأسبوع الماضي قرارات تعيين مديري مراكز الفنون الدرامية والركحية بكل من سيدي بوزيد وبنزرت والمنستيروزغوان لتكتمل شبكة هذه المراكز التي أصبحت على النحو التالي: المركز الوطني لفنون العرائس وهو الوحيد الذي يتمتٌع بالشخصية الإدارية والمالية المستقلة مع المسرح الوطني أما بقيٌة المراكز فهي الكافقفصةصفاقسمدنينالقيروانالقصرين تطاوين قبليجندوبة المهدية نابلالمنستيرزغوان بنزرت أريانةمنوبة بن عروس قابسسليانة ولم تبق إلا ولايات سوسةوباجة وتوزر لكن الملاحظ أن هذه المراكز التي ولدت كفكرة وبداية أنجاز سنة 1992 بمبادرة من وزير الثقافة أنذاك منجي بوسنينة وقرار رئاسي لتعويض الفرق الجهوية التي لم تكن بهذا العدد إذ كانت تقتصر على الكافوقفصةوصفاقسوسوسة وفرقة فن العرائس وجندوبةوالقيروانونابل التي لم تستمر وتونس الشمالية وقد تم حل هذه الفرق التي لا تتمتع بأي إطار قانوني وقد تم حلٌها وتوزيع المنتمين لها على دور الثقافة وقد تم تصنيفهم تصنيفا مهينا ( عمٌال ) وقد أحيل أغلبهم على التقاعد بمنح مهينة لأن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة لم تكن ملتزمة بالتغطية الأجتماعية فضلا عن تصنيفهم المهني وأغلبهم لا تتجاوز المنحة الشهرية التي يحصل عليها 400 دينار في أفضل الحالات . المسرح الوطني هو الحل ! منذ سنة 1992 عانى وزراء الثقافة من تسلط وزارة المالية ورفضها تمتيع هذه المراكز بالشخصية الإدارية والمالية المستقلة ممٌا جعلها مراكز دون أي هويٌة قانونية وهي غير موجودة قانونيا إلا على الورق ممٌا تسبب في مشاكل كبيرة في صرف ميزانية هذه المراكز . ورغم العدد الكبير لهذه المراكز اليوم التي ستكون 24 مركزا خلال أيٌام إلا أن الإشكال القانوني مازال قائما وأمام تعنت خبراء وزارة المالية يبقى الحل الوحيد في أدماج هذه المراكز في المسرح الوطني على غرار التجربة الجزائرية وتكون هذه المراكز بمثابة الفروع في الجهات ويكون المديرون أعضاء في مجلس إدارة المسرح الوطني وهو حل عملي ويمكن تنفيذه في أقرب فرصة لتنتهي أزمة هذه المراكز . فهل يقرر الوزير هذه الخطوة التي ستحدث نقلة نوعية في المشهد المسرحي التونسي خاصة ان موافقة وزارة المالية شبه مستحيلة لأجراءات ترتيبية ولوجستية ؟ ويكون بذلك الوزير قد حقٌق انجازا كبيرا لم يحققه أي وزير في تاريخ الثقافة التونسية ؟