من المفارقات الغريبة التي قد لا نجدها الا في تونس هو عدم الاعتراف بالتميز للمجتهد والسعي الى تهميشه وحرمانه من حقه في ان ينال المكانة التي يستحقها .. في هذا الاطار راجت اخبار غير مؤكدة ولكن تم تداولها دون تقديم أي اثبات حولها على ان رئيس منظمة الاعراف سمير ماجول وجد نفسه في موقف محرج خلال أشغال مؤتمر منظمة العمل الدولية وأنه فوجئ بالحظوة التي رافقت مشاركة طارق الشريف رئيس منظمة كونكت في أشغال المؤتمر بتوقيع من القصبة. وزادت تلك الاخبار في انكار حق رئيس كونكت والمنظمة ككل في ان تحضر في مثل هذه اللقاءات الدولية المهمة ومرافقة رئيس الحكومة في ملتقيات الغاية الاولى منها البحث عن سبل دعم الاقتصاد حيث اشارت تلك الاخبار الى ان طارق الشريف لا صفة قانونية له للحضور سواء في اطار العقد الاجتماعي او بقانون الحوار الاجتماعي وان الشاهد مكنه من الدخول ببطاقة خاصة ضمن قائمة الضيوف الأربعة الذين له حق اصطحابهم خلال أشغال المؤتمر المذكور. اما أغرب ما جاء في تلك الاخبار هو اعتبار ان رئيس منظمة الاعراف سمير ماجول قد يكون وجد نفسه محرجا لان كونكت كانت توصف بالمنظمة المعادية للاعراف وان اصطحاب الشاهد لطارق الشريف ضمن الوفد الرسمي للحكومة أثار تساؤلات داخل المنظمة. ان مثل هذه الاخبار الفاقدة للمصداقية والتي لم تستند الى مصادر واضحة تؤكد وثوقها والتي استعمل فيها ناشروها اداة «قد» التي يعلم العارفون بابسط قواعد اللغة العربية انها تفيد الشك لا ترمي الا الى خلق الفتنة بين منظمتي الاعراف في تونس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وكنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية خاصة انه منذ تاسيس كونكت سنة 2011 لم يحدث أي شيء يشير الى وجود ازمة بين المنظمتين بل ان كل واحدة منهما تعمل وفق منهجيتها ورؤيتها للعمل النقابي دون تداخل في الادوار او توتر ولم نسمع يوما عن ازمة حدثت بين المنظمتين او تصريحات من اعضائهما فيها تهجم من منظمة على اخرى وهو ما يعني ان سمير ماجول لا يمكن ان يشعر باي حرج ان شارك في مناسبة يحضرها طارق الشريف كما ان هذا الاخير لا يشعر باي حرج ان شاركه سمير ماجول حضور أي مناسبة فالرجلان والمنظمتان ليسا في حالة عداء. كما ان سمير ماجول لم يصرح بما يفيد انه فوجئ بالحظوة التي وجدها طارق الشريف في جينيف ولا اعتقد ان أي تونسي قد يقلقه تمتع ابن بلده بحظوة في أي محفل فالجميع غايته خدمة تونس والجميع يتمنى ان يجد كل ابناء الوطن الحظوة حيثما حلوا كما ان الحظوة التي يتمتع بها طارق الشريف في سويسرا تعود الى علاقات الشراكة بين كونكت ومنظمات نقابية سويسرية وقد تم ترجمة تلك الشراكة في تنظيم عديد المنتديات في تونس او في سويسرا الغاية منها فتح افاق اوسع امام اقتصاد بلادنا .. ومن الغريب ايضا القول ان كونكت منظمة معادية للاعراف وهي في الاصل منظمة اعراف تدافع عن حقوق منظوريها تماما كما تقوم بذلك ال«ايتيكا» اما الحديث عن تدخل شخصي من يوسف الشاهد ومنحه لطارق الشريف بطاقة خاصة ضمن قائمة الضيوف الأربعة الذين له حق اصطحابهم خلال أشغال المؤتمر المذكور لا يصدقه عاقل لان الشاهد لا علاقة له بتحديد من سيحضر كما ان الشريف قامة اقتصادية عالية لها اشعاع في المحافل الدولية ولا غرابة في ان توجه له منظمة العمل الدولية الدعوة للحضور في اجتماعاتها السنوية كما ان الحديث عن عدم عضوية كونكت لمجلس الحوار الاجتماعي وان الشريف لا صفة له في اطار العقد الاجتماعي او بقانون الحوار الاجتماعي لحضور اجتماع منظمة العمل الدولية مفرغ من أي معنى لان مجلس الحوار الاجتماعي شأن داخلي واسهامات كونكت في البحث عن سبل تحقيق الاستقرار الاجتماعي التي هي من أوكد اهداف منظمة العمل الدولية في كل بلدان العالم تعطي رئيسها الحق في ان يحضر مثل تلك الاجتماعات إضافة الى ان سعي تونس الى ربط علاقات جيدة مع كل المنظمات والتجمعات الاقتصادية العالمية لحاجتها إلى الإستثمار وخلق مواطن شغل وتطوير اقتصادها تحتم نبذ الاختلافات وتوحيد الجهود بين كل المنظمات التونسية التي لا مشكل في تعدديتها حسب الدستور.