اذا كانت القيروان رابعة الثلاث ...فهي أيضا منبت اهل العلم والابداع والثقافة على مر العصور...القيروان هي ابن رشيق وابن الجزار والحصري والشاذلي عطاء الله والطاهر القصار ...وهي أيضا جميلة الماجري والمنصف الوهايبي ومحمد الغزي والبشير القهواجي وجعفر ماجد وعبد الرحمان الكبلوطي وعبدالعزيز الهمامي ... ويمتد نهر الابداع الى حنان الوهايبي وجهاد المثناني والتهامي الجوادي وعبد المجيد فرحات وغيرهم كثير من الذين لا تستحضرهم الذاكرة...والى راضية بصيلة التي بدأت تشق طريقها بثبات لأجل مكان بارز تحت شمس الابداع الشعري الذي ينتصر لكل جميل في الوجود راضية بصيلة الصوت الشعري الهادئ ليست سوى كتلة من الاحاسيس المتوهجة.. التواقة الى الأفضل والارقى والاجمل في الحياة حيث السكينة والهدوء والاستمتاع بجمال الكون بعيدا عن ضوضاء الواقع الذي نرزح تحت اتونه. مرافئ».. اول ديوان احتفت به شاعرتنا راضية بصيلة.. وقد صدر منذ سنتين عن مطبعة النصر بالقيروان في حوالي 95 صفحة من القطع المتوسط ضمنته 22 قصيدا متفاوتة الطول تجمعها الاحاسيس الوجدانية في ذات الانسان في كل حالاته.. حيرته ... في حنينه ... تشتت أفكاره ... ثورته ... غضبه ... قسوته ... استسلامه ... تؤكد راضية بصيلة عن هذه الحالات في ذات الانسان انطلاقا من عنوان المجموعة « مرافئ « في إشارة ضمنية ان حياة الانسان ليست سوى مرافئ ومحطات بين الفرح والإحباط.. الامل والياس ...لكن في زحمة هذه المتناقضات سعت راضية بصيلة ان يكون « مرافئ» قبضة نور في العتمة. تقول في كلمة الاهداء زادي في فضاءاتي البعيدة هاكم الابيات باقات زهور وغصونا حالمات من افانين القصيدة. لم يكن امام راضية بصيلة سوى الورود والزهور هديتها لهذا الانسان الباحث عن الحب وراحة البال وهو يئن تحت وطأة متطلبات الحياة والشوق والحنين الى لحظات طمأنينة مع الذات.. وزهور راضية بصيلة لم تكن سوى هذه الرحلة الإبداعية المتفردة عبر « مرافئ» الحياة. نمتطي زورق الحياة مع قائدته راضية بصيلة لنتجول عبر « مرافئ» الحياة.. فاذا هو الشوق والحنين والتوق الى معانقة الشمس.. طائران تركا الرمضاء جاءا يتلوان آيات عشق قديم وينشدان لحن الهيام لتلك الصواري وهذا البلد. ويشتد الحنين عند الام «» السيدة راضية بصيلة ام لمحمد وسيرين وسمر»»».. يهزها وجد وشوق الام الى حضن الابن تبحث عنه لتلوذ به من هجير هذه المتناقضات في الحياة تقول مخاطبة ابنها كم كنت حصنا واحلاما تناديني إذا ما الدهر المني اسرجت قافلتي وانتصبت انت في الورق مثل القصيد فكن انت القصيد ... حتى اغنيك كما أحلي الأناشيد يمخر بنا زورق راضية بصيلة داخل أعماق الانسان بحثا عن شيء ما ... امر ما ... تلك هي الحياة التي نعيشها اليوم.. انين تحت سياط الشوق الذي لا حدود له. رجاء ورغبة تحدونا للرسو على مرفأ الأمان ...لكن هل للأمان الذي نرومه والحب الذي نبحث عنه والاسترخاء النفسي الذي نبتغيه مرفأ نهائي نستكين اليه ونرتاح فيه ...؟ ؟؟.. قدر الانسان السباحة والانتقال من مرفأ الى اخر ... هكذا هي « مرافئ» راضية بصيلة وهكذا ارادتها ان تكون. أنك في البحر ذاك الموج يرسم وجهتي وانا في يمك ياسيدي ذاك الشراع.