على هامش توديع المنتخب التقت «الشروق» بالمدرب الوطني «ألان جيراس» الذي أكد ثقته الكبيرة في قدرة الجيل الحالي على الذهاب بعيدا في «كَان» مصر. وقد تحدّث «جيراس» عن تحضيرات المنتخب الوطني وفسّر كذلك توجّهاته على صعيد التشكيلة الأساسية والقائمة النهائية للاعبين الذين سيحملون الآمال في كأس إفريقيا. ما هو تقييمك للتحضيرات التي قام بها المنتخب استعدادا لكأس إفريقيا؟ لقد نجحنا في برمجة ثلاث مباريات ودية أمام العراق وكرواتيا وبورندي وكانت الفرصة مناسبة لنختبر قوّتنا ونُجرّب خُططنا الفنية ونحدّد أيضا الملامح العامّة للتشكيلة التي سنراهن عليها أثناء ال»كَان». وأعتقد أن الحصيلة العامّة كانت جيّدة خاصّة أنّنا حقّقنا الإنتصار في المواجهات الثلاث كما أنّنا أظهرنا نجاعة واضحة في الهُجوم (6 أهداف). وقد كان بوسعنا تسجيل عدد أكبر من الأهداف لولا الكمّ الهائل من الفرص الضّائعة وهذه النّقطة سنعمل على مُعالجتها مع انطلاق الرسميات. أمّا على صعيد الأداء فقد كان مَرضيا ولاشك في أن المردود سيبلغ أعلى المُستويات مع بدء السباق القاري. أجرى المنتخب 3 وديات ومع ذلك فإنّ التشكيلة يلفّها الغُموض فهل من ايضاحات في هذا الموضوع؟ قد تكون الصُّورة ضبابية في أذهان البعض لكن الرؤية واضحة بالنسبة إلى الإطار الفني للمنتخب. ذلك أنّنا اخترنا تشريك أكبر عدد مُمكن من اللاعبين في المباريات الودية بهدف تقوية التنافس والتأكيد على أن كلّ الأسماء معنية بخوض مباريات الكأس الإفريقية خاصّة أن التشكيلة سيقع تحديدها حسب ظروف اللّقاء ونوعية الخَصم. وهُناك طبعا عدّة أسماء لا يُمكن الإستغناء عنها وستكون في صدارة المُرسّمين في التشكيلة التونسية على أن يكون الباب مفتوحا للبقيّة ليَتداولوا على عدد من المقاعد حسب الجاهزية ومُتطلبات كلّ مباراة. أثار «إقصاء» بعض اللاّعبين جَدلا واسعا في صفوف المحبين الفنيين فهل من تفسير لأسباب الإستغناء عن علي معلول ومن قبله فخرالدين بن يوسف؟ أنا أتحفّظ على مصطلح «إقصاء» لأنّنا لا نُمارس مثل السِّياسات في المنتخب الوطني المفتوح لكلّ العناصر المحلية والمُحترفة وحتى الشابة على أن تتوفّر فيها المؤهلات اللاّزمة للتواجد مَعنا. وأرفض شخصيا إثارة الجدل بسبب بعض الأسماء التي لن تُرافقنا إلى مصر. ونُؤكد للمرّة الألف بأن القائمة النهائية وقع ضبطها إستنادا إلى العديد من المقاييس وقد حَاولنا قدر المُستطاع ترسيم العَناصر الأفضل والأمثل مع التفكير طبعا في تماسك المجموعة وهي أهمّ من الأفراد. بالتوازي مع الوديات تُتابعون دون شكّ منافسينا في الدّور الأوّل. فهل من فكرة واضحة عن مؤهلات أنغولا ومالي وموريتانيا؟ لقد درسنا جميع المُنافسين ولاحظنا أن كلّ فريق يتمتّع بنقاط قوّة مُعيّنة ولديه في الوقت نفسه جملة من النقاط السلبية. ويمكن القول إننا تحصلنا على تقارير مفصّلة عن خصومنا وتبدو حظوظنا كبيرة للتفوق عليهم شرط التركيز العالي خاصّة أن المنتخبات الإفريقية ستنزل بثقلها في سبيل النجاح وقد لاحظنا جميعا أداء بورندي التي أظهرت اندفاعا كبيرا في اللقاء الودي الأخير في رادس. يطالب شقّ كبير من الجمهور التونسي باللّقب. فهل أن المنتخب قادر على تحقيق هذه الأمنية الغَالية؟ قُلت في وقت سابق إن سقف طموحاتنا غير محدود ولن نتعهّد ببلوغ المربع الذهبي أوالمُراهنة على اللّقب تفاديا للوعود الزائفة لكنّنا نلتزم بفعل المُستحيل للذهاب بعيدا في ال»كان». ومن حق الجمهور التونسي أن تكون أحلامه عريضة لثقته في القدرات الكبيرة التي يتمتّع بها الجيل الحالي.