منطقة «رأس الواد» هي مجموعة من البساتين والأشجار المثمرة وسواقي مياه تمتد وسط وادي يطوّق واحة شنني من الجهة الجنوبية . « رأس الواد» من أجمل الأماكن التي يمكن أن تزورها في أي وقت من السنة ان كان ربيعا أو صيفا أو حتى شتاء ، فإمتداده على طول 7 كيلومترات جعل منه منظرا طبيعا فريدامن نوعه فبين الجبال والواحة والغراسات ومجاري المياه تجد نفسك منبهرا بهذا المزيج من التضاريس بألوان الصفرة والخضرة والزرقة ترتسم معالم لوحة طبيعية يصعب على الرسامين تشكيلها . محدثنا « الهادي الهريشي « يقول بدء من وادي الطين وصولا إلى مقام الولي الصالح سيدي هريش كانت أهالي رأس الواد تسكن حفرا جبلية تمارس النشاط الفلاحي بجميع أنواعه وتنتج من خيرات الواحة كل انواع الثمار والغلال من رمان وعنب وخوخ وتمر. رأس الواد تتفرع عنه «واد رأس العيون « و» واد العين البيضاء « وبه 3 « غُرر» وهي عبارة عن قوس في وسط الجبل يمر منه ماء الواد في مشهد قلما نجده في العالم . ولعل هذه المعطيات التاريخية والطبيعية حثت بعض المنظمات والجمعيات العالمية الناشطة في مجال البيئة والواحات وبالتعاون مع بلدية شنني النحال تم إحداث ما يسمى بمشروع إحياء واحة رأس الواد حيث شملت التدخلات جوانب عديدة كفتح ممرات وإنشاء مدارج لتسهيل النزول إلى هذا الواد المنخفض عن سطح الأرض كما أعتنت بالجانب الفلاحي من خلال تشجيع الفلاحين لإعادة إستغلال الأراضي المزروعة واستصلاح المساحات المهملة . واليوم تجد العائلات في هذا المكان ملاذا للهروب من صخب المدينة وضوضائها حيث أصبحت ما يسمى ب» الخرجة « إلى رأس الواد بمثابة رحلة ترفيهية تقوم بها العائلات القابسية للترويح عن النفس وقضاء وقت ممتع وسط النخيل والأشجار المثمرة حاملين ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات وتتأخذ ركنا تحث الظلال الوارفة يقضون هناك يوما كاملا بين اللعب والترفيه والتجوال والأكل والشرب وفي أغلب الأحيان تستمع إلى الأغاني والزغاريد تنبعث من هنا وهناك وترى الأطفال تلعبون ويمرحون في فرح وبهجة ولتختم هذه الخرجة بإلتقاط صورتذكارية بين الواحة والجبال والسواقي ، فعادة ما تتوافد الرحلات من داخل المدينة ومن خارجها لقضاء وقت رائع في هذه الواحة التي ترتكز فيها مقهى « محمد عزيز» التي توفر للزائر كل المتطلبات . هذا المقهى زاد في تنشيط المكان وإدخال رونقا خاص به وذلك من خلال تخصيص فضاءات مختلفة للعائلات والأطفال والشباب. منطقة رأس الواد دخلت في النسيج السياحي لواحة شنني المعروفة وأصبحت قبلة للعائلات والمجموعات والتلاميذ والسياح وهي قابلة لمزيد التحسن والتطوير وفق انموذج يتماشى وخصوصيات الواحة.