لضمان عيشهم استغل أهالي المطوية محيطهم الطبيعي في مختلف أغراضهم الحياتية وقد شكلت الواحة بدرجة أولى الفضاء المناسب لمساعدتهم على إيجاد العناصر الضرورية لتوفير قوتهم اليومي فتمتنت علاقتهم مع الغابة التي أغدقت عليهم عطاء وفيرا وخيرات متنوعة خاصة وأن مصادر المياه المتعددة التي احتضنتها الواحة كان لها دور المساهمة في انتعاشة القطاع الفلاحي بهذه الربوع. وليس غريبا أن ينعكس ما تدره الواحة من منتوج متميز من الخضر على مكونات الوجبات الغذائية اليومية وخاصة التقليدية منها وقد توفقت المرأة المطوية في إعداد وجبات متعددة من الكسكسي على غرار كسكسي بالخضر واللحم وكسكسي البركوكش وكسكسي الملثوث من الشعير وكسكسي المسفوف الذي يضاف إليه التمر والسكر وكسكسي بالرمان و»الكسكسي المقطر» محور حديثنا. وتتركز مكونات « الكسكسي المقطر « أساسا على نبتة « البلبال» التي كانت متوفرة بكميات هامة داخل بساتين القرية . ولإعداد هذه الوجبة الغذائية من «الكسكسي المقطر» تشرع ربة البيت في إنتقاء نبتة «البلبال» وفصل الشوائب العالقة بها وغسل ما جمعته ثم تقطعه بالسكين مع إمكانية إضافة المعدنوس و»جوم» اللفت. ثم يتم طهيه خلال ساعة تقريبا في القدر بعد ملء نصفه ماء وبالتوازي مع طبخ «البلبال» تبادر المرأة بإعداد الكسكسي و»مرقة الكسكسي» التي تتكون من البصل والفلفل الأخضر والأحمر المجفف والطماطم و»الوزف» إلى جانب التوابل والهروس المحلي مع إضافة قليل من الماء والملح والزيت وتتركه يطبخ على نار هادئة حوالي نصف ساعة إلى أن يصبح لون هذه الصلصة أحمر. وعلى إثر إتمام عملية طبخ البلبال تضعه المرأة في الكسكاس وترفسه بيديها للتخلص من مائه نهائيا. وتتوج هذه المراحل بوضع الكسكسي في قصعة خشبية عادة ما تكون كبيرة الحجم ومزج هذا الكسكسي بالبلبال المقطر والمرقة وتخلطه جيدا ثم تضعه في قصاع صغيرة الحجم لتقديمه لأفراد العائلة وتوزيع بعضه على الجيران والأقارب فهذه الوجبة الغذائية تتميز بنكهة لذيذة.