ذكرت مصادر مطّلعة في قصر الحكومة بالقصبة للشروق أنّ يوسف الشاهد رئيس الحكومة منكبّ على دراسة ملف أزمة التوجيه للمعاهد النموذجيّة بغاية إيجاد حل ملائم لاستيعاب التلامذة المتفوقين في دورة 2019 (مناظرة ختم التعليم الأساسي -النوفيام). تونس الشروق: يُذكر أنّ مناظرة النوفيام لهذه السنة شهدت نتائج باهرة جدا ببلوغ نسبة نجاح قاربت ال70 %، وهي نسبة أكّد وزير التربية حاتم بن سالم أنّه لم يسبق تحقيقها منذ حوالي عشر سنوات. ووضعت هذه النسبة المرتفعة هياكل وزارة التربية أمام ازمة حقيقيّة نتيجة العجز عن توجيه المئات من التلامذة المتفوقين الحاصلين على معدل يفوق 15 من 20 الى المعاهد النموذجيّة. وتشهد أروقة وزارة التربية ومقار المندوبيات الجهويّة خاصة في إقليم تونس الكبرى، هذه الأيام، حركيّة غير عادية من الأولياء للمطالبة بإلحاق أبنائهم بالمعاهد النموذجيّة وإيجاد حلول لأزمة طاقة الاستيعاب. وكان وزير التربية حاتم بن سالم قد أشاد بهذا التفوّق ونوّه بما بذلته الأسرة التربوية لبلوغ هذا الحصاد التعليمي الجيّد، مؤمّلا أن تتوفّر الإمكانية لقبول كلّ المتفوقين، موضّحا أنّ التناظر وطاقة الاستيعاب مبدأ أساسي في التوجيه للمعاهد النموذجيّة إلى جانب السقف المحدّد للمعدّل. ويُشار الى أنّ أزمة أخرى كانت قد اندلعت السنة الفارطة في اتجاه معاكس بسبب احتجاج العشرات من الأولياء ومطالبتهم بإلحاق أبنائهم، ممّن لم يتحصّلوا على المعدل المطلوب أي 15 من 20 بالمعاهد النموذجيّة في ظل بقاء مقاعد شاغرة. وقد وصلت تلك الأزمة أروقة مجلس النواب حيث تمسّك وزير التربية الحالي بعدم قبول أي تلميذ يكون معدله أقل من السقف الأدنى المطلوب وقد بلغ صدى تلك الأزمة المحكمة الإداريّة، كما أقرّ الوزير بأنّ الالتحاق بالمعاهد النموذجيّة مشروع فقط لكل تلميذ يتقدّم للمناظرة ويكون معدله فوق ال15 من 20. وبحسب ما توفّر من معطيات فإنّ هياكل وزارة التربية تسعى لتخفيف وطأة هذه الأزمة، بدراسة الشغورات الممكنة او توفير مقاعد إضافيّة، على أنّ مختصين في الشأن التربوي اتصلت بهم الشروق أكّدوا أنّ مفتاح تجاوز الأزمة بيد الحكومة ورئيسها يوسف الشاهد ذلك أنّ رفع طاقة استيعاب التعليم النموذجي يتطلّب إجراءات حكوميّة تهم مسائل لوجستيّة وموارد بشرية إضافيّة، مؤكدين أنّ نتائج النوفيام هذه السنة مؤشر على بداية تعافي منظومة التعليم وبرامج الجودة التي تراهن عليها حكومة يوسف الشاهد في مختلف المجالات ومنها المجال التربوي والتعليمي، وهذا ما يستدعي ضرورة تثمين هذا الحصاد الايجابي للتلاميذ والحرص على مزيد تحفيزهم ودعمهم وفتح آفاق جديدة أمامهم للتألق والتميّز الدراسي والمعرفي. وبحسب مصادر الشروق المطلعة ستشهد الايام القليلة بشائر خير وفرح للمئات من التلامذة وأسرهم خاصة في ظل تعهّد رئيس الحكومة بالملف.