هي رحلة على متن إيقاعات موسيقية مختلفة انطلقت من التراث التونسي و صولا الى الموسيقى الغربية امنها ثلاثي تونسي هم لينا بن علي و زياد الزواري و نضال اليحياوي اشتركوا في الحضور المتميز و الأصوات العذبة في ليلة فنية استثنائية على ركح المسرح الأثري بقرطاج حضر فيها الفن و الإبداع و غاب الجمهور تونس الشروق: لم تكن ليلة امس الأول على ركح المسرح الأثري بقرطاج عادية بل كانت سهرة مميزة احتضن فيها قرطاج موسيقى متنوعة جمعت بين الفن و الإبداع و الموسيقي الراقية و الأصوات المتميزة ... هم أصوات اختارت ان تبحث في اعماق التراث الموسيقي التونسي و الموسيقى العالمية عملن على تطويرها و اعطائها نفسا جديدا نابعا من ارواح تتنفس فنا و إبداعا ... الحفل انطلق في حدود العاشرة ليلا بحضور جمهور ضعيف العدد على الرغم من اهمية العرض و لعل غياب الإشهار الكافي سببا في ذلك كما ان عدم تداول هذه الأسماء في التلفزات و الاذاعات سبب آخر في غياب الجمهور الذي فوت على نفسه فرصة التمتع بموسيقى فنية تونسية و عالمية راقية ... الحفل حضره ايضا الفنان لطفي بوشناق في لفتة منه لتشجيع الفنانين الشبان لينا بن علي أميرة على ركحها الوصلة الأولى كانت من نصيب الفنانة لينا بن علي التي بدت أميرة على ركحها بفستانها الأسود الطويل و رغم تفاجئها بضعف عدد الجمهور الا انها احترمت من حضر حفلها و غنت بتفان و كأنها امام آلاف الجماهير و استهلت لينا بن علي وصلتها بمجموعة من الأغاني باللغة الإنقليزية على غرار أغنية " Whitney Houston -I Have Nothing " تفاعل معها الجمهور و صفق لصوتها المميز و آدائها الجيد ... الفنانة الشابة فاجأت جمهورها بإهدائه أغنية جديدة "نحلم بيك " قدمتها لأول مرة على مسرح قرطاج ... كما اثثت لينا بن علي عرضها بثنائي راقص أضفى على جمال صوتها و حضورها رونقا خاصا ...صاحبة الصوت الفريد لم تخف سعادتها بلقاء جمهور قرطاج و رغم عدده الضعيف رات نفسها نجمة أمامه معتبرة ان مشاركتها في مهرجان قرطاج الدولي هي بداية لمشوارها الفني رغم انها بلغت مسيرتها 17 سنة من الغناء و تخصصها في آداء اللون الغربي الذي ابدت فيه جرأة فنية و قدرات صوتية قد تقودها الى العالمية ... غادرت لينا بن علي ركحها تحت هتاف جمهورها الذي بدى متعطشا لصوتها العذب فبادلته تعطشا للقاء قريب قد يجمعهم على المسارح التونسية ... الزواري أنعش الجمهور الوصلة الثانية من عرض ليلة امس الأول كان من نصيب عازف الكمنجة الفنان زياد الزواري الذي قدم مشروعه الجديد "الكترو بطايحي" جمع فيه بين الموسيقى التونسية التقليدية والموسيقى الالكترونية الغربية ... موسيقى منعشة مقتبسة من التراث التونسي بتقنيات عالمية أفرزت إيقاعا منفردا انتعشت له الآذان و ارتحلت على متنه النفوس الى عالم من المتعة و الجمال ... هي الموسيقى البديلة كما اطلق عليها صاحبها فيها الكثير من الإجتهاد و البحث في اعماق التراث الموسيقي التونسي ... زياد الزواري اثث عرضه بدعوة ابنيه لمشاركته العزف على آلتي الكمنجة و القيتارة و قدمهما للجمهور الذي رحب بهما و صفق لهما و لوالدهما الفنان طويلا ... اليحياوي يلهب مدارج قرطاج ... و بالرغم من ان نصف الجمهور غادر لأنه اعتلى الركح متأخرا اي في حدود الساعة منتصف الليل الا ربع الا ان نضال اليحياوي غير وجهة جمهور قرطاج المتبقي من الإنصات و الهدوء الى الرقص و الهيجان و قدم عرضا مميزا تفاعل معه الحضور جسدا و روحا ... عرض "شاوية " مزج بين الموسيقى الألكترونية و الموسيقى الشعبية المنحدرة من الشمال الغربي وهو ابن سليانة من تلك الربوع اعاد خلق التراث الموسيقي بنفس معاصرة اذ جمع الفنان بين الات القصبة و الزكرة و البندير و الجاز و الإلكترونيك ... العرض تواصل على امتداد الساعة تقريبا انتشى له الحضور و استمتع بالموسيقى و الغناء النابع من التراث و اكد انه جمهور يعشق التراث حد النخاع في حين اثبت اليحياوي انه فنان يستحق سهرة خاصة به في قرطاج و في جل المسارح التونسية ... لا يمكن ان نسدل الستار على عرض ليلة امس الأول دون التأكيد بأن حضور الجمهور من عدمه لا يمكن ان نقيم من خلاله نجاح العرض او فشله و الدليل هذا العرض الذي جمع بين فنانين تونسيين مبدعين لم يحضره الجمهور بالأعداد المتوقعة لكن حضر الإبداع و الفن الراقي من خلال أنماط موسيقية مختلفة انتشى لها كل من ساقته قدماه لقرطاج في تلك الليلة ...